طلب فتوى
الصلاةالعباداتالفتاوى

التكبير من سورة الضحى إلى الناس، والاعتداء في الدعاء

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (1430)

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

إمام في صلاة التراويح، ابتدأ أوّل رمضان من سورة الكهف، وانتهى إلى سورة الناس ليلة 27 من رمضان، وقد قام ببعض الأشياء التي أثارت خلافًا بين المصلين، وهي كالتالي:  

– التكبير بين السور من سورة الضحى إلى سورة الناس.

– عند انتهائه من سورة الناس قرأ الفاتحة وفواتح وخواتم سورة البقرة، وآيات متفرقة.

– دعا بدعاء ختم القرآن داخل الصلاة بطريقة غريبة، حيث ابتدأ بالدعاء بالأحرف قائلًا: ألف “ألِّف بين قلوبنا”، باء “بارك لنا فيما رزقتنا”… وهكذا، فما حكم هذه الأفعال؟ وهل هي مشروعة أم لا؟ وما حكم الصلاة؛ لكونه كرّر الفاتحة، وهي ركن من أركان الصلاة؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فأما عن التكبير، فقد ورد في قراءة ابن كثير رحمه الله – قارئ مكة – وهو أحد القرّاء السبعة، وذكر أنه روى ذلك عن مشايخه إلى الصحابة، وأنه من سورة الضحى إلى سورة الناس، وقد قال بالتكبير ونقله أئمة القراءات الكبار، قال ابن الجزري رحمه الله: “اعلم أن التكبير صحّ عند أهل مكة، قرائهم وعلمائهم وأئمتهم، ومن روى عنهم، صحةً استفاضت واشتهرت وذاعت وانتشرت، حتى بلغت حد التواتر” [النشرفي القراءات العشر:410]، ولم ينقل هذا التكبير عن أهل الحديث، وإنما ضعّفوا حديثه المخرّج عند الحاكم في المستدرك، [حديث:304/3]، وينبغي ألا ينكر على من كبر أو ترك.

أما عن قراءته للفاتحة أكثر من مرة، فإنه يحرم الإتيان عمدًا بها، لكنها لا تبطل الصلاة، قال الصاوي رحمه الله: “كتكرير الفاتحة فلا يبطلها عن المذهب، وإنما يحرم إن كان عمدًا ويسجد إن كان سهوًا” [حاشية الصاوي:343/1]، وقد سئل البرزلي رحمه الله عن الفاتحة إذا كرّرها الرجل مرتين عمدًا هل تصحّ صلاته؟ فقال:”صلاته صحيحة ولو كرّرها مرارًا، وإنما ذَكر الفقهاء ما ذكر- (القلشاني) – في الفعلي لا في القولي” [فتاوى البرزلي:34/1].

أما عن دعائه بالحروف الهجائية فإن الدعاء عبادة يقتصر فيها على المشروع، ويؤتى به على السجية دون تكلُّف، وهذا لا يتأتَّى لمن يجعل لكل حرف دعاء كما في السؤال، ومن جعل همّته في الدعاء تقويم لسانه، أضعف تَوَجُّه قلبه، كما أُثر عن السلف رحمه الله، وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من التعدي في الدعاء في قوله: (سَيَكُونُ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِى الدُّعَاءِ) [أبوداود:551/1]، قال العيني رحمه الله:قوله: (يَعْتدون في الدعاء) هو الخروج فيه عن الوضع الشرعي والسُّنة المأثور بها”[شرح أبي داود للعيني:394/5]، والله أعلم.

                               وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

غيث محمود الفاخري

محمد الهادي كريدان

أحمد محمد الكوحة

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

19/شوال/1434هـ

26/8/2013م

 

 

 

 

 

 

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق