طلب فتوى
التبرعاتالفتاوىالمساجدالمعاملاتالوقف

الصلاة بمسجد يفصله عن المقبرة سور، وحكم السمسرة، والأكل من شجرة بالمسجد

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (1484)

 

ورد إلى دار الإفتاء الأسئلة التالية:

            السؤال الأول:

          عندنا مسجدان في منطقتنا، المسجد الأول له فناء وحائط يلف عليه، ويوجد قبران خارج السور من جهة القبلة، أما المسجد الثاني فمحاط بسور من كل الجوانب، وخلف السور مقبرة كانت محاطة بسياج من الأسلاك، فأبدلت بهذا السور، وأصبح الناظر يرى أن سور المسجد والمقبرة واحد مع أن لكل منهما سورا مستقلا، فما حكم الصلاة في هذين المسجدين؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن الصلاة في هذين المسجدين لا حرج فيها، والفصل بين المقبرة والمسجد بالسور كافٍ، وكون القبور تحيط بالمسجد من جهة القبلة أو غيرها لا يؤثر على الصلاة؛ لأن المصلين لا يصلون إليها، والله أعلم.

السؤال الثاني:

ما حكم أخذ عمولة من البائع، بدون علم المشتري بها، ويكون المبلغ من ثمن المبيع؟

الجواب:

هذا العمل هو نوع من السمسرة، وهي جائزة بشرطين:

الأول: أن يتفق السمسار مع الطرف الذي ينوي أخذ المال منه قبل إنجاز العمل.

الثاني: أن يكون المبلغ المتفق عليه معلومًا.

فإذا تحقق الشرطان، جاز للسمسار أن يأخذ من طرفي العقد، أو من أحدهما، مع الحذر من الوقوع في الرشوة، خاصة عند التعامل مع عقودٍ الدولةُ طرف فيها، والله أعلم.

السؤال الثالث:

ما حكم الأكل من شجرة غرست داخل فناء المسجد؟ وهل هي وقف لا يجوز الأكل منها إلا إذا خرصت ودفع ثمنها للأوقاف؟

الجواب:

إذا وجدت الشجرة في المسجد، وكان لها ثمر، فإن ثمرها يباع ويصرف في مصالح المسجد، ولا بأس أن يؤكل منها، لا أن يحمل منها إلى البيوت، قال الونشريسي رحمه الله: “سئل سحنون عن الشجر ينبت في صحن المسجد، أو في المقبرة أو في طريق المسلمين؟ فأجاب: هي لله، يوكل ثمرها، وكان ابن عتاب رحمه الله لا يرى غرسها في صحن المسجد، فقال: أَحَبُّ إليَّ أن تقطعَ ولا تترك فيه، ولم أر في مساجد الأمصار شجرة، لا بالشام ولا بغيرها، قلت: فإذا كانت هل ترى أن الأكل منها مباح لك؟ قال: إنما هي للمؤذن وشبهه، وما كنت أحب أن آكل منها” [المعيار: 435/7]، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

غيث محمود الفاخري

أحمد ميلاد قدور

محمد الهادي كريدان

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

18/ذو القعدة/1434هـ

23/9/2013م

 

 

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق