طلب فتوى
الفتاوىقضايا معاصرة

المرتَّب يصرف مقابل العمل

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (874)

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

           أنا معلمة، صنفت أيام النظام السابق لدى القوى العاملة، وكنت أتقاضى راتباً من الدولة وأنا في بيتي ـ كما هو معمول به في السابق لديهم ـ وبعد الثورة قاموا بإرجاع جميع المدرسين إلى أماكن عملهم، إلا أنني لم أرجع إلى سابق عملي؛ لأني ربة بيت، وأطفالي صغار، لا أستطيع تركهم وحدهم، فبقيت على هذا الحال مدة سنتين، أتقاضى منهم مرتباً دون أن أعمل، فما حكم ما أخذته من أموال؟ وهل هو جائز أم لا؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

           أما بعد:

       فالأصل أن المرتبات المدفوعة من قبل الدولة هي نظير عمل، ولا يحقُّ لمن لا يعمل أن يأخذ هذه المرتبات، فالواجب على جميع موظفي الدولة الالتزام بما اتفقوا عليه مع الجهات التي يتبعونها، والتقيد بالنظم واللوائح المعمول بها داخل المؤسسات التي ينتسبون إليها؛ لقول الله تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ(، ولقوله تعالى: )وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً(، ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (المسلمون على شروطهم؛ إلا شرطًا حرّم حلالاً؛ أو أحلّ حراماً).

عليه؛ فلا يحقُّ للمسؤولين أن يصرفوا إليكِ هذا المرتب، ولا حقَّ لك أنتِ فيما تأخذينه، إذا لم تؤدِّ عملك المشروط، وما لا حقَّ لك فيه من المال يجب عليكِ رده إلى الجهة التي تتبعينها، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

                                                                          مفتي عام ليبيا

24/ربيع الأول/1434هـ

2013/2/6

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق