طلب فتوى
الآداب والأخلاق والرقائقالإجارةالفتاوىالمعاملات

الهدايا التي تهدى للمسؤولين

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (   )

 

السيد/ مدير عام إدارة الشؤون الثقافية والدعوية بــ(وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية) طرابلس.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحية طيبة، وبعد:

        فبالإشارة لمراسلتكم ذات الرقم الإشاري (4/8ـ2013)، بخصوص أن بعض الوزراء، ورؤساء المجالس المحلية، يقومون بالسفر إلى البلدان الأوربية والعربية وغيرها، في مهمات رسمية صحبة وفد مرافق لهم، وتُقدم هذه الدول لهؤلاء الوزراء أو رؤساء المجالس المحلية الهدايا، وأحيانا تقدم إلى الوفد المرافق معهم أيضا، وبيان الحكم الشرعي لذلك.  

فالجواب:

            الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

            أما بعد:

         فما يهدى إلى الوزراء أورؤساء المجالس المحلية في عملهم ليس من حقهم، بل هو من حق جهة العمل، أو من حق عامة المسلمين؛ ويوضع في بيت المال، ولا يجوز لهم أن يختصوا بتلك الهدايا إذا قبلوها، لدخولها في هدايا العمال التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال: (استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من بني أسد – يقال له: ابن اللتبية – على صدقة، فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أهدي لي، فقام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: “ما بال العامل نبعثه فيأتي يقول: هذا لك، وهذا لي، فهلا جلس في بيت أبيه وأمه، فينظر أيهدى له أم لا، والذي نفسي بيده، لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيرا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر، ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه؛ ألا هل بلغت، ثلاثا) [البخاري:6636/مسلم:1832]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من استعملناه على عمل فرزقناه رزقا، فما أخذ بعد ذلك فهو غلول) [أبوداود:2943 وهذه المسألة من المسائل المهمة التي عمت بها البلوى في هذه الأزمنة، فينبغي التنبه لها، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

                                                                                 مفتي عام ليبيا

26/جمادى الأولى/1434هـ

2013/4/7

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق