بناء مخزن على أرض وقف

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (2802)

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

قبل حوالي ستة عشر عامًا، تم تحويل مسجد بريون، بمنطقة أولاد التركي بتاجوراء، إلى كُتَّابٍ لتحفيظ القرآن، بسبب ضيقِه، وعدمِ إمكان توسعته، ووقوعِه في مخطط طريق عام لم يُنفذ إلى اليوم، مع بناء مسجد آخر على جزء من أرض بور، محبسة على تاليف، وبني عليها أيضًا جمعية على نفقة المسجد، وهي تؤجرُ بمائة دينار لمصلحة المسجد، وبقي جزء آخر من أرضِ التاليف، تريد لجنة المسجد بناء مخزنٍ لصالح المسجد على جزءٍ منها، فما حكم ذلك؟ وما حكم عدم عمل تاليف بإطعام الطعام في السنوات الماضية؟ علمًا بأن الأرض لا نِتاج فيها من قَبل بناء المسجد.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن التحبيسَ على (التاليف) يقصدُ به عمل طعام يدعى إليه الفقراء والمساكين في القرية المحبس عليها، فإذا لم يوجد في الوقت الحاضر فقراء ومساكين محتاجون، يمكن أن يأتوا لهذا الطعام، كما كان عليه الحال في الزمن الأول، فيجوز صرف ريع الحبس نقدا على الفقراء بتلك الجهة؛ لأنه يحقق ما أراده المحبس.

والتبرع بالبناء على أرض الحبس وتعميرها لصالح الحبس وحده خير ونفع للحبس، مرغب فيه؛ لأنه زيادة في أصله وريعه، وليس معاوضة عليه، فلا تكلفه شيئا، قال الله تعالى: (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) [الحج:77]، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

                                                                  الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

                                                                            مفتي عام ليبيا

05/جمادى الأولى/1437هـ

14/فبراير/2016م