(بيان مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء الليبية بتحديد بداية شهر شوال لعام 1443هـ)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على أشرفِ المرسلين؛ سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين، أمّا بعدُ؛
فإنّه لمّا كانَ القمرُ في هذهِ الليلةِ – ليلة الثلاثينَ مِن رمضان – يغربُ قبلَ غروبِ الشمسِ في كلّ البلادِ الإسلاميةِ، مِن إندونيسيا شرقًا إلى نواكشوط غربًا، ولا إمكانيةَ لرؤيةِ الهلالِ عند غروبِ الشمس؛ لعدمِ وجودِه في الأفقِ في وقتِ الرؤيةِ، وإنه حتّى لو ادّعَى الرؤيةَ أحدٌ في هذه الحالةِ – حالة عدمِ وجود الهلال في الأفق – فإنّ شهادتَهُ تُردُّ؛ لمخالفتِها للواقعِ، حسبَمَا هو مقرر في أحكام الشهادات في الفقه الإسلامي، وما قررته المجامعُ الفقهيةُ المعاصرةُ، ونظرًا إلى أنّ انعدامَ رؤيةِ الهلالِ عند المغربِ ليلةَ الثلاثين، يدخلُ تحتَ عمومِ قولِ النبيّ صلى الله عليه وسلم: (… فَإَنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا العِدّةَ ثَلاثِينَ)؛ فقدْ قررَ مجلسُ البحوثِ والدراساتِ الشرعيةِ بدار الإفتاء: أنّ غدًا الأحد هو المتممُ لشهرِ رمضانَ المباركِ، وأنّ يومَ الإثنين هو أولُ أيامِ عيدِ الفطرِ المبارك لعام 1443 للهجرةِ النبوية، الموافق لليوم الثاني مِن الشهرِ الخامسِ لعام2022م.
وبهذهِ المناسبةِ؛ يهنئُ المجلسُ الشعبَ الليبيَّ الكريمَ، والأمةَ الإسلاميةَ، بحلولِ عيدِ الفطرِ المبارك، داعينَ الله تبارك وتعالى أن يتقبلَ الصيامَ والقيامَ، وأن يجعلهُ عيدَ عِزةٍ وتمكينٍ، ونصرةٍ للمظلومينَ، في بلادِنا وبلادِ المسلمين، وفي البلدِ المباركِ فلسطين، على عصاباتِ صهاينةِ اليهودِ، الذينَ يقتلونَ المصلينَ في الحرمِ الشريفِ، مسرَى النبي صلى الله عليه وسلم، وقبلةِ المسلمينَ الأولى، فاللهم احمِ حرمَكَ، وانصرْ جندكَ، وسدّدْ رميَهم، واحفظهم بحفظكَ التام، واكلأهُم بعينك التي لا تنامُ، وتقبّلَ قَتلانَا وقتلاهُم في الشهداءِ الأبرارِ، واشفِ الجرحَى، وفكّ سَراحَ الأسرَى، وافتحْ بينَنا وبينَ قومِنا بالحقِّ وأنتَ خيرُ الفاتِحينَ.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
مجلسُ البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء.