طلب فتوى
الفتاوىقضايا معاصرة

تدريس الأطفال مختلطين في فصل واحد

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (1931)

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

هل يجوز تدريس الأطفال من بنين وبنات مختلطين في فصل واحد، في المدارس القرآنية؟ وهل توجد سن معينة يجوز فيها اختلاطهم للتعلم في مكان واحد؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن الطفل لا يخلو من حالين:

أحدهما: الصغير الذي لا يعرف الشهوة، ولم يقارب البلوغ، ولا يميِّز بين عورات النّساء والرجال لصغره، فهذا الصنف من الأطفال لا حرج في اختلاطهم (بنين وبنات)، وإن كان الأولى أن يفصل بينهم؛ تعويداً لهم حتى يكون لهذا الحكم استقرارا لهم في عقولهم إذا كبروا، فالإنسان أسير ما يألف، فإذا ألف الحشمة والفضيلة التزمها وحافظ عليها.

والثانية: الصبي المقارب للاحتلام؛ كبلوغ الثانية عشر أو نحو ذلك، فحكمه بالنسبة للنظر للأجنبية عنه كالبالغ، فلا ينبغي الاختلاط في هذه السن؛ لأن ما قارب الشيء يعطى حكمه، ولأن هذا الصنف من الصبيان قد أمرهم اللهُ تعالى بالاستئذان في بعض الأوقات، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الحُلُمَ مِنكُمْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ﴾ [النور:58].

فينبغي أن يُفصل بين البنين والبنات في جميع الأعمار – إذا وُجد من يدرس الجنسين مفصوليْن كلا على حدة – وأن يقوم الرجال بتدريس البنين، والنساء بتدريس البنات، والواجب الشرعي على المسؤولين أن يهبوا لِمعالجة مشكلة الاختلاط غير المنضبط، في الجامعات والمدارس الثانوية؛ لما ينتج عنه من فساد وتدهور للأخلاق، وضياع وفشل، وانشغال عن التحصيل، ويجعلوه من أولويات اهتماماتهم؛ حرصا على الشباب، ووفاءً لما تحملُّوه من أمانة النصح للرعية، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كلكم راعٍ، وكلكلم مسؤول عن رعيته) [البخاري:853]، أي: حفظ أم ضيع، ويقول صلى الله عليه وسلم: (ما مِن عبدٍ يسترعِيهِ اللَّه رعيَّةً، يَمُوتُ يومَ يَموتُ وهُوَ غَاشٌ لِرَعِيَّتِهِ، إلاَّ حَرَّمَ اللَّه علَيهِ الجَنَّةَ) [مسلم:142]، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

                                 لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد ميلاد قدور

محمد الهادي كريدان

 

الصادق بن عبدالرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

27/جمادى الآخرة/1435هـ

2014/4/27م

 

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق