تسمية المساجد بأسماء العلماء والصالحين

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (1482)

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

نريد بناء مسجد في مدينة الكفرة، وقد عزمنا على تسميته باسم: “الإمام محمد بن المهدي السنوسي”؛ لما له من جهود في نشر الدعوة الإسلامية، والجهاد في الجنوب الليبي، وسائر أفريقيا، فهل يجوز لنا ذلك؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فيجوز تسمية المساجد بكل ما يميزها عن غيرها، من أسماء الأنبياء، والعلماء، والصالحين، وأسماء من بناها، وأسماء البلدان التي تقع فيها، أو القبائل التي تسكن عندها، ونحو ذلك؛ لما ورد في صحيح البخاري (رقم/420) من تسمية أحد المساجد بـ”مسجد بني زريق”، وقال ابن العربي: “المساجد وإن كانت لله ملكا وتشريفا، فإنها قد نسبت إلى غيره تعريفا, فيقال: مسجد فلان” [أحكام القرآن:277/4]، وعليه؛ فلا حرج من إطلاق اسم أحد علماء المسلمين على المسجد, من باب التعريف بالمسجد, إلا إذا كان التسمي بذلك يترتب عليه تفريقٌ لجماعة المسلمين، أو إلقاء البغضاء في قلوبهم، أو إحياء العصبيات الجاهلية، ووقوع الفتن بين المسلمين، فينبغي عندها ترك هذه التسمية، بل ترك ما هو أعلى منها من المستحبات، إذا ترتب عليها شيء من هذه المفاسد، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

                                    

                                     لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد ميلاد قدور

أحمد محمد الغرياني

محمد الهادي كريدان

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

18/ذو القعدة/1434هـ

2013/9/23م