طلب فتوى
الفتاوىقضايا معاصرة

حكم الإهداء للموظفين الحكوميين

بسم الله الرحمن الرحيم

رقم الفتوى (433)

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

ما حكم ما يفعله بعض المقاولين القائمين على صيانة بعض المباني، وذلك بإعطاء هدايا (سيارات وغيرها) لموظفي المرافق والمهندسين المشرفين على صيانة هذه المباني، وربما أبرموا عقود بيع لهذه الهدايا، ما يؤدي إلى تساهل المهندسين في الرقابة على هذه المباني، وعدم صيانتها على الوجه الصحيح ؟

الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فما يأخذه موظفو المرافق والمهندسون المشرفون على صيانة هذه المباني هو من الغلول والسحت، الذي حرمه ربنا جل جلاله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم لما روى البخاري (6636) ومسلم (1832) فعَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعْمَلَ عَامِلا فَجَاءَهُ الْعَامِلُ حِينَ فَرَغَ مِنْ عَمَلِهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا لَكُمْ، وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، فَقَالَ لَهُ: ” أَفَلا قَعَدْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ فَنَظَرْتَ أَيُهْدَى لَكَ أَمْ لا” ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّةً بَعْدَ الصَّلاةِ، فَتَشَهَّدَ، وَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: “أَمَّا بَعْدُ فَمَا بَالُ الْعَامِلِ نَسْتَعْمِلُهُ فَيَأْتِينَا فَيَقُولُ هَذَا مِنْ عَمَلِكُمْ، وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، أَفَلا قَعَدَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ، فَنَظَرَ هَلْ يُهْدَى لَهُ أَمْ لا؟ فَوَ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لا يَغُلُّ أَحَدُكُمْ مِنْهَا شَيْئًا إِلا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى عُنُقِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا جَاءَ بِهِ لَهُ رُغَاءٌ، وَإِنْ كَانَتْ بَقَرَةً جَاءَ بِهَا لَهَا خُوَارٌ، وَإِنْ كَانَتْ شَاةً جَاءَ بِهَا تَيْعَرُ، فَقَدْ بَلَّغْتُ، فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: ثُمَّ رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ حَتَّى إِنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى عُفْرَةِ إِبْطَيْهِ “ وروى الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “هدايا العمال غلول” أي خيانة (رقم 7021) فوق ما في ذلك من تضيع الأمانة وأكل حقوق الناس بالباطل والإضرار بهم، فالواجب على المسؤلين والمهندسين أن لا يأخذوا من المقاولين شيئا، وأن يلتزموا باللوائح والقوانين؛ حماية للأمة وحفظاً لأرواح الناس وممتلكاتهم .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

 غيث بن محمود الفاخري

                                                   نائب مفتي ليبيا

11/رمضان/1433هـ

2012/7/30

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق