طلب فتوى
المراسلات

خطاب موجه لمجلس الوزراء بشأن الاعتراف بدولة كوسوفو

بسم الله الرحمن الرحيم

            السادة المحترمون / “بمجلس الوزراء” حفظهم الله:

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

            تحية طيبة وبعد :

         فإن مما لا يخفى على أحد ما عاناه المسلمون في كوسوفو، من اضطهاد، وتنكيل، وإبادة؛ تشريد للأطفال، نزوح للأسر، وقتل للرجال والذرية، واستباحة لأموالهم وأعراضهم، في الوقت الذي كانت تقبع فيه كثير من دول المسلمين تحت وطأة الطغاة، مما أدى إلى انشغال الناس بجراحاتهم، وغفلتهم عن غيرهم من إخوانهم، أَمَا وقد منّ اللهُ علينا بالنصر والتمكين، فهذه نعمة تستوجب الحمد والشكر لله تعالى، ومن تمام الشكر أن نستشعر جراحات إخواننا المسلمين المضطهدين، ونقف معهم، وندعمهم بما أوتينا من جهد وقوة.

            عليه، فإنّ دار الإفتاء تهيب بمجلس الوزراء أن يكون لهم موقف إيجابي مع إخوانهم في كوسوفو، وذلك بالاعتراف بدولتهم رسميا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ مُسْلِماً فِي مَوْطِنٍ يُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ عِرْضُهُ، إِلا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ ، وَمَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِماً فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَتُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، إِلا نَصَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ) رواه أحمد، فإن دولة كوسوفو قد اعترف بها واحد وتسعون دولة، وهي تحتاج إلى سبعة وتسعين صوتاً لتتحصلّ على عضوية الأمم المتحدة، فالواجب المبادرة إلى الاعتراف بهم، وعدم التماس رضا أحد، كائناً من كان، بترك الاعتراف، طاعة لأمر الله، فإن الله تبارك وتعالى يقول: (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)، ويقول: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من التمس رضا الله بسخط الناس، رضي الله عنه، وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله، سخط الله عليه، وأسخط عليه الناس) رواه ابن حبّان، ومن عمل عملا يبتغي به وجه الله، ونصرة الإسلام وأهله، فأجره على الله، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا، و الله الموفق، وهو المعين، ولا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .

            وفقكم الله لخدمة دينه والمسلمين..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

 

                                                                  الصادق بن عبدالرحمن الغرياني

                                                                              مفتي عام ليبيا

 

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق