طلب فتوى
Uncategorizedالبيعالحدود و الجناياتالغصب والتعديالفتاوىالمعاملات

سرقة ورشوة في صفقة مشبوهة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (3103)

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

اضطرت إحدى الشركات الأجنبية الكبرى العاملة في ليبيا للمغادرة، بسبب الأحوال الأمنية في سنة 2011م، وتعرض أحد مواقعها للسلب والنهب، فقررتْ بيع ما بقي من آلات؛ لكونها معرضة للتلف بسبب قربها من البحر، وتم الاتفاق على البيع بمبلغ (1.650.000)، فطلب مني المشترون مشاركتهم في العطاء بدفع قسط محدد من ثمن البيع، فأعطيتهم المبلغ، وكتبوا العقد الذي لم أحضره، ودفعوا الثمن، فلما اطلعت عليه وجدت أنّ الثمن المسجل في العقد (1.400.000)، فلما سألت شركائي قالوا: هكذا طلبوا منا؛ أن نضع الثمن المسجل في العقد في شيكات، والباقي يُرسَل إلى مدير فرع الشركة بشمال أفريقيا، وهو المسؤول عن ممتلكات الشركة والتعاقد عليها بهذه المنطقة، ولا ندري حقيقة هذه الزيادة، فارتبتُ في الأمر، وخشيتُ أن تكون رشوة، فهل أستمرُّ في الشركة ولا شيء عليّ؟ أم ماذا أفعل؟ علما بأن مديري الشركة غير مسلمين.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فالذي يظهر أن هذا المبلغ – الذي اختص به مدير فرع الشركة ولم يسجل في العقد – هو من قبيل السرقة؛ سرقة المدير من ثمن البيع، وموافقة المشترين على السرقة وتنفيذها هو من الرشوة للمدير؛ لإتمام الصفقة، وقد حرم الله تعالى أكل المال بالباطل؛ فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ) [النساء:29]، وحرم الرشوة، ولعن فاعلها على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم [أبو داود:3580،الترمذي:1337،ابن ماجه:2313].

فإن كان الواقع ما ذكر في السؤال فلا إثم على السائل؛ لكونه لم يحضر البيع، ولم يعلم بالرشوة، والوِزْرُ على مَن علم بالاتفاق وعمل به، وليس عليك حرج في الاستمرار في هذه الشركة، بشرط أن تكون حصتك في أرباح الشركة، بقدرِ ما دفعتَ من رأس المال المذكور في العقد (1.400.000)، وليس منه الزيادة التي أعطيت لمدير الفرع، ولكن إن كان السبب في طلبهم منك أن تشاركَهم هو إرشاؤك؛ ليتحصلوا هم على العطاءِ دون غيرهم، فإنك تكون آثما بذلك؛ لأنك حرَمت آخرين من هذا الحق، وحينئذ عليك أن تتوبَ من هذا العملِ، وتتصدق ببعضِ مالِكَ، عنوانًا على التوبة، وألّا تعودَ لمثلِه، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

                                                                    

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

29/محرم/1438هـ

30/أكتوبر/2016م

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق