طلب فتوى
المراسلات

ضرورة مراجعة المناهج الدراسية

   بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

السادة المحترمون/ لجنة التعليم بالمؤتمر الوطني العام “حفظهم الله”.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحية طيبة، وبعد:

فإنه في الوقت الذي تشكر لكم دار الإفتاء جهودَكم، ونقدِّر عظم المسؤولية الملقاة على عاتقكم، نودّ أن نحيل إليكم بعض الملاحظات البالغة الأهمية، حول الكتاب المقرر على طلاب السنة الثالثة من مرحلة التعليم الثانوي، تخصص اللغة العربية، في مادّة العقيدة الإسلامية؛ لاشتماله على معلوماتٍ غير صحيحة، وضارّة ضررا بالغًا بالطلاب؛ وتخدم الدعوة لنشر التوجه الشيعي في البلد، فهو – أي: الكتاب – يثني على الفرقة الاثنى عشرية الرافضية – التي تطعن في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين – ويصفها بأنها من أكثر الفرق الشيعية اعتدالاً، وأقربها لأهل السنة والجماعة! [ص63، ص72] من الكتاب المذكور، كما اشتمل المنهج على ذكر بعض الشبه التاريخية الشائعة، التي تسيء إلى بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولا دليل على ثبوتها ولاصحتها، كقول المؤلف: إن معاوية رضي الله عنه أولُ مَن سَن لعن عليّ رضي الله عنه على المنابر، وهذا غير ثابت؛ بل الثابت عن معاوية هو الترضي عَن عليّ رضي الله عنه، وما حصل من الخلاف بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هو من قبيل ما يُطوى ولا يُروى، ولا فائدة تُرجى من ذكره إلا تفرقة الأمة وتقسيمها، وخدمة أعداء الإسلام، والواجب حيال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أن نمسك عن الخوض فيما جرى بينهم، فتلك أمور سلمت منها أيدينا فلتسلم منها ألسنتنا، (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

والنظر في هذا الأمر بصورة عاجلة مِن النصح للأمة، والقيامِ بواجب الرعية، المتحتمِ على كل من استرعاه الله شيئا من أمر هذا البلد، وهذا الكتاب المشار إليه ما هو إلا مثال لغيره من الكتب الأخرى المقررة في المراحل التعليمية، المشتملة على قصور أو مخالفات شرعية أو علمية.

ونظراً لما لمناهج التعليم من أهمية بالغة لا تخفى في التكوين العلمي والفكري للأمة، فإن دار الإفتاء تتمنى أن يتم تشكيل لجنة من العلماء والمختصين لمراجعة جميع كتب المناهج المقررة، والمؤلفة في العهد السابق، في ظل توجهاته المشبوهة، بفرض مفاهيم خاطئة، أو عداء للدين؛ كحذف نصوص السنة النبوية من المناهج، فتكون مهمة اللجنة المشكَّلة تصحيح ما يجب تصحيحه، وتكميل ما في المناهج الأدبية من قصور، والله الموفق، وهو الهادي إلى سواء السبيل.

وفقكم الله… والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

                                              الصادق بن عبدالرحمن الغرياني

                                                       مفتي عام ليبيا

18/شعبان/1434هــ

2013/6/27م

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق