طلب فتوى
الفتاوىقضايا معاصرة

ما حكم الأنشطة الدعوية في الأماكنِ غير المنضبطة شرعا

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (2834)

 

السادة/ مؤسسة (س) للإعلام الهادف.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحية طيبة، وبعد:

فبالنظر إلى مراسلتكم المتضمنة السؤال عن نشاطكم في ميدان الشهداء، في الذكرى الخامسة لثورة 17 فبراير، وأنّكم لاحظتم وجودَ اختلاطٍ محرمٍ؛ نتيجةً للزحامِ الشديد، مع الموسيقَى والغناء، فما هو الموقف الشرعيّ من ذلك؟ وهل نعتزل الأنشطةَ الدعويةَ في الأماكنِ غير المنضبطةِ شرعًا؟

والجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن ما ذكر من اختلاط الرجال بالنساء، وارتفاعِ أصواتِ الموسيقى والغناء، لا شكّ أنه من المنكرات، ومن أسبابِ البلاء والعقوباتِ؛ الخاصة والعامة، ومِن كُفرانِ النّعم، المؤدِّي إلى زوالِها، والواجبُ إنكارُها بالقلبِ واللسانِ، وذلك بالدعوة والتوجيه وبالتي هي أحسنُ وأقومُ، قال الله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [النحل:125].

وعلى أهلِ الخير أن تكونَ لهم الريادةُ والمبادرةُ في مثل هذه الاحتفالات، وأن يأخذوا بزمام الأمور ولا يتأخروا حتى يسلمَ الناسُ من الوقوع في المنكرات، فلا ينبغي اعتزالُ الناس وترك الدعوةِ لوجودِ بعض المنكرات، بل استحبَّ أهلُ العلمِ قصدَ أماكنِ الفسادِ؛ لإنكارِ المنكرِ وتقليلِ الشرِّ، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد ميلاد قدور

أحمد محمد الكوحة

 

الصادق عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

20/جمادى الأولى/1437هـ

29/فبراير/2016م

 

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق