طلب فتوى
الصلاةالعباداتالفتاوى

ما هي الهيئة التي يكون عليها المنبر

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (800)

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

هل بناء المنابر أ كثر من ثلاث درجات بدعة منكرة؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

           أما بعد:

ففي الصحيحين، واللفظُ لمسلم؛ عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه: “أن نفراً جاءوا إلى سهل بن سعد، قد تماروا في المنبر من أي عود هو؟ فقال: أما والله إني لأعرف من أي عود هو، ومَنْ عمله، ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أول يوم جلس عليه، قال فقلت له: يا أبا عباس، فحدثنا، قال: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى امرأة ـ قال أبو حازم: إنه ليسمها يومئذ ـ انظري غلامك النجار، يعمل لي أعواداً، أُكلّمُ الناس عليها، فعمل هذه الثلاث درجات، ثم أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوضعت هذا الموضع، فهي من طرفاء الغابة، ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عليه فكبر، وكبر الناس وراءه، وهو على المنبر، ثم رفع فنزل القهقرى حتى سجد في أصل المنبر، ثم عاد حتى فرغ من آخر صلاته، ثم أقبل على الناس، فقال: يا أيها الناس، إني صنعت هذا لتأتموا بي، ولتَعَلَّمُوا صلاتي” [البخاري: 917، مسلم: 2057].

وعليه؛ فلا حرج في صُنْع منبر له أ كثر من ثلاث درجات؛ لأنّ المقصودَ من المنبر، هو الظهورُ والبروز للناس؛ ليسهل خطابهم وتعليمهم، ومن اقتصر على ثلاث درجات؛ تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم، فإنه يؤجر، ولو زاد فلا حرج؛ لأن أفعال النبي صلى الله عليه وسلم ليست كلها على الوجوب كما هو معلوم، ولكن ينبغي مراعاة أن لا يكون بناء المنبر فاحشاً يضايق المسجد، قال الحافظ ابن رجب: “وكره بعض الشافعية المنبر الكبير جداً، إذا كان يضيق به المسجد” [فتح الباري: 471/5]، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

                                                                                         مفتي عام ليبيا

2/ربيع الأول/1434هـ

2013/1/14

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق