طلب فتوى
الفتاوىالمساجد

هدم مسجد لتجديد بنائه

   بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

   رقم الفتوى (1250)

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

نحن أعضاء اللجنة الإدارية للجامع الكبير، الكائن بمنطقة سوق الجمعة، نعلمكم بأن رواد هذا المسجد يرغبون في هدم المسجد وإعادة بنائه، لأسباب منها؛ أن المسجد قديم البناء، ويرجع إلى سنة 1962م تقريبا، وقد استُـهلك بناؤه نتيجة طول المدة وتواضع البناء، ولم تفلح معه أعمال الصيانة السنوية المتكررة، وموضع انحراف القبلة فيه إلى جهة اليمين بمقدار (25) درجة تقريبًا، كما أن به عددًا من الأعمدة والفواصل نتيجة التوسعات السابقة، مما يخل بهيئة الصلاة واستواء الصفوف، كما يشكو المسجد من قلة التهوية، وضعف الإضاءة؛ نتيجة قِدم تصميمه، وانخفاض سقفه، وضيقه، ووقوع جزء منه بالطريق العام، وعدم وجود مدخل خاص بالنساء، ولا أماكن لوضوئهن، هذا وقد تعاهد عدد من المتبرعين وأهل الخير بتجديده، وفق أحدث التصاميم والإمكانيات، مع استغلال أرضه بما يحقق رسالة المسجد، وأمام هذه الرغبة عارضَ آخرُ المجدِّدين للمسجد فكرة التجديد، بحجة أن المسجد بحالة جيدة، فهل من حق مجدد بناء المسجد منع الأهالي من تجديده؟ وهل تقدم رغبته على المصالح المذكورة؟ وهل في حالة هدم البناء ينقطع أجر المجدد القديم؟

 

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

        فيجوز هدم المسجد القديم وتجديده إذا كان في تجديده مصلحة، كتوسعته، أو بنائه بناءً حديثًا، والأسباب المذكورة تُبيح ذلك؛ لما في ذلك من المصلحة العامة، وإعمارًا لبيوت الله عز وجل؛ )إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ( [التوبة:18]، وفي البيان والتحصيل في تحسين بناء المساجد؛ “وسمعته يقول: المساجد كلها الوليد بناها، يعني كسرها وبنى هذا البناء ….. قال محمد بن رشد: قوله كسرها وبنى هذا البناء، يريد أنه هدمها وبناها فحسن بناءها. وتحسين بناء المساجد وتحصينها مما يستحب، وإنما الذي يكره تزويقها بالذهب وشبهه”[475/18]، وينبغي أن يكون ذلك بعد موافقة المسؤولين في الأوقاف، حتى يتم التجديد بصورة صحيحة، ولا يجوز لآخر المجددين الوقوف أمام رغبة الأهالي؛ إذ أنه ليس واقفًا، ولاينقطع أجره بإذن الله تعالى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرىء ما نوى)[البخاري:3/1]، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

محمد الهادي كريدان

أحمد ميلاد قدور

أحمد محمد الغرياني

 

غيث بن محمود الفاخري

نائب مفتي عام ليبيا

5/رجب/1434هـ

2013/5/15م

 

 

 

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق