بسم الله الرحمن الرحيم
رقم الفتوى ( )
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
موظفة بقطاع الصحة بعيادة حكومية بمنطقة البريقة، باشرت العمل بتاريخ: 2010/10/2م، إلا أنها لم تلتحق بالعمل، ومنحت إجازة وضع من تاريخ المباشرة، وحتى بداية الأحداث، ما اضطرها للتوقف عن العمل للأسباب المعروفة، وبقيت هي وزوجها وأولادها بين البريقة واجدابيا وجالو وبنغازي حتى التحرير، ولم يرجعوا إلى سكنهم بالبريقة؛ نظراً لتعرّض منزلهم لبعض الأضرار، وتكليف زوجها عضواً بمجلس إجدابيا المحلي من شهر إبريل 2011م، وتكليفه أيضاً منسقاً لقطاع التعليم باجدابيا حتى 25/يناير/2012م، وبعدها انتقل للعمل بطرابلس حتى تاريخ هذا الكتاب، ما جعلها غير مستقرة لمباشرة العمل، ووضعها الإداريّ مسجل حضور في سجلات العيادة بالبريقة، من الرغم من وجودها بطرابلس، وذلك بعلم من رئيسها، ومدير العيادة؛ نظراً منهم لظروفها، وعدم تمكنها من التواجد بمطقة البريقة، وهي لم تتقاضى مرتبات؛ لأسباب إدارية تجهلها، ولم تُصرَف لها حتى الآن سوى ثمانية أشهر من إجمالي ثلاثة وعشرين شهرا، ووعدها فرع وزارة الصحة باجدابيا بأنه سيتم تسوية وضعها؛ لعدم وجود أيّ خلل إداري، فهل يجوز لها أخذ المرتبات التي صرفت لها، والتي لم تصرف لها مستقبلاً بعد التسوية، وإذا لم يجز لها أخذ هذه المرتبات، فكيف تتصرف فيها؟.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فالأصل أن المرتبات المدفوعة من قِبَلِ الدولة هي نظير العمل، ولا يحقّ لمن لا يعمل أن يأخذ هذه المرتبات، إلا إذا كانت هناك قوة قاهرة تمنع من العمل.
وعليه؛ فلا حرج شرعا في أخذ المرتبات أثناء مدة الحرب في البريقة، وأما بعد انقضاء الحرب فالواجب عليك أن تلتزمي بما تنص عليه اللوائح والأنظمة في شأن الحضور والالتزام بالعمل الموكَّل إليك، وإذا وقع بيدك شيء من المرتبات الذي لا تجيزه اللوائح والأنظمة المعنية يجب عليك التنسيق لتسليمه إلى الجهة المخوَّلة بذلك في الدولة؛ لتبرأ ذمّتك وتقبل توبتك. والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا