طلب فتوى
Uncategorized

إقامة الجمعة في أكثر من مسجد في البلدة الواحدة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (2474)

 

السيد المحترم/ رئيس وحدة الأوقاف والشؤون الإسلامية/ تاجوراء.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحية طيبة، وبعد:

فبالنظر إلى كتابكم المتعلق بالسؤال عن حكم منح الإذن بإقامة صلاة الجمعة في مسجد (الصحابة)، نظرًا لبعدِ المساجد في المنطقة، حيث يبعد أقرب مسجد حوالي (3كم).

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن صلاة الجمعة شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، وهي من مظاهر إظهار وحدة المسلمين واجتماع كلمتهم، ومِن أهم مقاصدها وأهدافها جمعُ الكلمة والمحبةُ والألفةُ والمودةُ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند اصطفاف المصلين للجماعة والجمعة: (لَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ) [المستدرك:2195]، ويقول صلى الله عليه وسلم: (لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ) [البخاري:13].

ولا تتعدد الجمعة لغير حاجة في البلد الواحد، قال الدسوقي رحمه الله: “فلا يجوز تعدده على المشهور، ولو كان البلد كبيرًا؛ مراعاة لما كان عليه السلف، وجمعًا للكل، وطلبًا لجلاء الصدور” [حاشية الدسوقي:1/ 375،374]، وهذا قول الأئمة الأربعة، ومِن ثَمّ فإنْ كان يكفي مسجد واحدٌ للجمعة لم يجز إقامة الجمعة في غيره، فإن ضاق المسجد بالمصلين، ولم تمكن توسعته؛ جاز اتخاذ مسجدٍ آخر، أو تغيير مسجد معدّ للصلوات الخمس إلى مسجد جامع، وأما مع عدم الحاجة فلا يجوز، سواء كان ذلك ببناء مسجدٍ جديد، أو بتغيير مسجدٍ معدّ للصلواتِ الخمس إلى مسجد جامع، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

محمد علي عبد القادر

أحمد محمد الكوحة

 

غيث بن محمود الفاخري

نائب مفتي عام ليبيا

17/شوال/1436هـ

02/أغسطس/2015م

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق