بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (1581)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
يوجد بالقرب من الجامع الكبير الكائن بسوق الجمعة – المراد هدمه وتجديده – صالة عائدة للوقف، يستخدمها الناس في المناسبات الاجتماعية، هل يجوز أداء صلاة الجمعة فيها طيلة مدة إعادة بناء الجامع المذكور، والتي تستمر لمدة لا تقل عن سنة؟ مع العلم بأنه لا يوجد مسجدٌ جامعٌ قريب؛ إلا مسجد أوقات مساحته صغيرة، مما يضطر الناس إلى الجلوس في الطريق، والصلاة فيها.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فالأصل في صلاة الجمعة أن تُقام في المسجد؛ لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَّوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾، والنداء إنما يكون عادة في المساجد، كما يقول القرافي في الذخيرة [336/2]، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يثبت عنه أنه أقام الجمعة في غير المسجد، فالذي ينبغي عليكم هو أن تصلوا في مسجد الأوقات القريب، وإن اضطررتم للصلاة في ساحته وفي الطرقات فلا حرج، يقول ابن الحاجب: “وصلاة المقتدين في رحابه، (أي: المسجد)، والطرق المتصلة به إذا ضاق، وإن لم تتصل الصفوف، وإذا اتصلت ولم يضق، صحيحةٌ على الأصح” [التوضيح:534/1 – 535]، فإن تعذر فعليهم أن يصلوا في مساجد أخرى، فإن المساجد – والحمد لله – كثيرة، وأكثر الناس يملكون وسائل مواصلات، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
غيث محمود الفاخري
أحمد محمد الغرياني
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
23/المحرم الحرام/1435هـ
2013/11/27م