بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (4630)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
اتهمتني زوجة أخي زوجي “سلفتي” بأنني قد سحرتها، واحتجت بأن الجن قد نطق على لسانها بذلك، وقد حلفت لهم أني لم أفعل، فهل تصدق المتَّهِمة في دعواها؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإنّ المسلم له من الحرمة والحصانة في دمه وعرضه وماله ما يمنع سوء الظن به، وخبرُ الجن -على فرض صحة وقوعه- أرقى أحواله الشهادة، وشرط قبول الشهادة العدالة، فمن لا تعرف عدالته لا تقبل شهادته، وقد قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ [الحجرات:6]، فالواجب على المرأة وأهلها أن لا يتهموا أحدًا بناءً على قول الجان؛ لأن الجن من طبيعتهم الكذب، ويسعون للتفرقة بين المسلمين، وعلى المرأة المدّعية الرضا بيمين المرأة المتهَمة -المدعى عليها- أنها ما فعلت، فعَنْ ابْنِ عُمَر رضي الله عنه قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يَحْلِفُ بِأَبِيهِ فَقَالَ: (لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، مَنْ حَلَفَ بِاللَّهِ فَلْيَصْدُقْ، وَمَنْ حُلِفَ لَهُ بِاللَّهِ فَلْيَرْضَ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ بِاللَّهِ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ) [ابن ماجه:2101]، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: (رأَى عيسى -عليهِ السلامُ- رجلاً يَسْرِقُ، فقالَ لهُ: سَرَقْتَ؟ قالَ: كَلَّا واللهِ الذي لا إلهَ إلاَّ هوَ، فقالَ عيسى: (آمَنْتُ بِاللهِ، وَكَذَّبْتُ عَيْنِي) [رواهُ البخاريُّ:3444]، والله أعلمُ.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
حسن سالم الشريف
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
29//محرم//1443هـ
06//09//2021م