بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (4164)
السيد/ رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء في (ف).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحية طيبة، وبعد:
فبالإشارة إلى سؤالكم عن حكم عرض بعض الأطباء استخراج الجنين بعد أربعة أشهر، ووضعه في مكان خاص لبقيّة المدة، لامرأة مصابة في الرحم بمرض الألياف، وكلما حملت سقطَ حملها.
فالجواب كالتالي:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإنّ مِن مقاصد الشريعة الإسلامية تكثير النسلِ والمحافظة عليه، وقد عظّم الشارع حرمة النفس، وحثّ على السعي في إحيائها وإنقاذها من الهلاك، قال تعالى: (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) [المائدة: 32]. وجاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي رقم: 56 (7/6)، في دورة مؤتمره السادس المنعقدة بجدّة سنة 1410هـ: “إذا كان الجنين قابلًا لاستمرارِ الحياة فيجبُ أن يتّجهَ العلاجُ الطبيُّ إلى استبقاءِ حَياتِه والمحافظةِ عليها”.
عليه؛ فإن كان الحال كما ذكر في السؤال، من عدم استقرار الجنين في رحم أمّه، وسقوطه أكثر من مرّة، فلا مانع شرعًا من إخراجه بعد الشهر الرابع، وجعله في حاضنة خاصة؛ لاقتضاء الضرورة لذلك، بشرط الرجوع إلى الأطباء الثقات، في التحقق من عدم إمكانية بقاء الجنين في رحم أمّه بالطرق الطبية المتاحة، وأن الحاضنة الخاصة تزيد من احتمال بقائه حيّا، مع أخذ الاحتياطات اللازمة لحفظ حياته وحياة أمّه، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
عبد الدائم بن سليم الشوماني
حسن سالم الشريف
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
04// شعبان// 1441هـ
29// 03// 2020م