استغلال بعض الورثة التركة تعديا وظلما
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (2996)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
حرمنا أحد الورثة من حقنا في العقارات، وبقيت تحت تصرفه لعدة سنواتٍ، مع أننا حاولنا معه مرارًا وتكرارًا أن يقسم التركة، لكن دون جدوَى.
فهل من حقنا نحنُ الورثة المطالبةُ بإيجار هذا العقار، عن طيلة السنوات التي حرمنا فيها الغاصب مِن حقنا؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن استغلال بعض الورثة للتركة ومنع الآخرين من قسمتها تعدٍ وظلم، ومِن أكل أموالِ الناسِ بغير حقّ، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ) [النساء: 29]، ويترتب على هذا أنه يجب على المتعدّي دفع إيجار العقارات للورثة بما ينوبهم بسعر السوق في كل وقت بحسبه، بشرط أن تكون العقارات مستغلة من قبل المتعدّي في تلك المدة وليست معطلة؛ قال ابن القاسم رحمه الله: “وكل ربع اغتصبه غاصب فسكنه أو اغتله، أو أرضًا فزرعها، فعليه كراء ما سكن أو زرع لنفسه، وغرم ما أكراها به من غيره ما لم يحاب، وإن لم يسكنها ولا انتفع بها ولا اغتلها، فلا شيء عليه” [التهذيب في اختصار المدونة للبراذعي:89/4]، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
23/رمضان/1437هـ
28/يونيو/2016م