الاستيلاء على أملاك الغير بغير وجه حق
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (1019)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
ما حكم شراء الإبل التي كانت بحوزة القذافي، أو أتباعه، والتي أخذها الناس ويبيعونها؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإنه لا يجوز شرعاً الاستيلاء على أملاك الغير بغير وجه حق، سواء كانت الأملاك خاصة أو عامة؛ لقول الله تعالى: ﴿وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾[البقرة:188]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يحل مال امرئ إلا عن طيب نفس منه)[سنن النسائي الكبرى:11325]، وقوله صلى الله عليه وسلم: (من اقتطع شبراً من الأرض ظلماً، طُوِّقه يوم القيامة من سبع أرضين)[مسلم:1230/3]، وهذه الأملاك التي يملكها رأس النظام السابق أو أتباعه، المرجع فيها للقضاء، فإن حكم برجوعها إلى أصحابها ترد إلى أصحابها، وإن حكم بمصادرتها لصالح الدولة، أو برجوعها إلى أي جهة أخرى، فالواجب الالتزام بأحكامه، وإذا حكم بإرجاعها إلى الدولة فلها أن تتصرف فيها بما تراه نافعاً للمواطنين، حسب المصلحة العامة، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
8/جمادى الأولى/1434هـ
2013/3/20