البناء في ملك الوالد أو غيره بإذنه
البناء بإذن المالك في ملكه
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (4222)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
يملك والدي بيتًا مِن طابقٍ واحدٍ، فقمتُ ببناء طابق فوقه بإذنهِ، وأنفقتُ في بنائه ثلاثين ألف دينار سنة 1993م، ثم قام أخويَّ ببناء طابقٍ ثانٍ بإذنِ الوالد، وأنفقَا عليه خمسين ألف دينار، والآن يريد الورثة جميعًا بيع البيت بأكمله، فهل يأخذ الأبناء ما دفعوه يوم البناء، أم ما يساويه الآن؟ حيث إن قيمة النقود اختلفت مع مرور السنين.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن مَن بَنى بإذنِ المالك وعلمِه استحق قيمة بنائِهِ قائمًا، قال القرافي رحمه الله: “قَالَ مَالِكٌ رحمه الله: كُلُّ مَنْ بَنَى بِإِذْنِكَ أَوْ عِلْمِكَ فَلَمْ تَمْنَعْهُ وَلَا أَنْكَرَت عَلَيْهِ فَلهُ قِيمَته قَائِماً كَالْبَانِي بِشُبْهَةٍ” [الذخيرة: 6/213]، وتقدر القيمة وقت الحكم، ومثله وقت المطالبة والقسم في هذه الحالة، قال الدّردير رحمه الله: “(وَإِن بَنَى) ذُو الشُّبْهَةِ (أَوْ غَرَسَ) فَاسْتُحِقَّ (قِيلَ لِلْمَالِكِ) الَّذِي اسْتَحَقَّ الْأَرْضَ: (ادْفَعْ قِيمَتُهُ قَائِماً) مُنْفَرِداً عَنِ الْأَرْضِ؛ لِأَنَّ رَبَّهُ بَنَاهُ بِوَجْهِ شُبْهَةٍ (فَإِن أَبَى قِيلَ لِلْبَانِي: ادْفَعْ) لِمُسْتَحِقِّ الْأَرْضِ (قِيمَةَ الْأَرْضِ) بَرَاحًا (فَإِن أَبَى) أَيْضاً (فَشَرِيكَانِ بِالْقِيمَةِ) هَذَا بِقِيمَةِ أَرْضِهِ بَرَاحاً، وَهَذَا بِقِيمَةِ بِنَائِهِ أَوْ غَرْسِهِ قَائِماً (يَوْمَ الْحُكْمِ) لاَ يَوْمَ الْغَرْسِ أَوِ الْبِنَاءِ” [الشرح الصغير: 3/622].
عليه؛ فإن كان الحال كما ذكر، فإن مَا تستحقه أنت وأخواك هو قيمة ما بنيتم قائمًا عند البيع في الوقت الحاضر، فينظر لقيمة الطابق الأرضي بالأرض المقام عليها، ولقيمته بالطابق الأول الذي بنيته، فما زاده البناء على قيمة المنزل الأرضي يعطى لك، وينظر لقيمة الطابقين الأرضي والأول مع الأرض المقام عليها البناء، ولقيمتهما بالطابق الثاني، فما زاده بناء الطابق الثاني على قيمة الطابقين الأرضي والأول يعطى لأخويك، ثم يقتسم الورثة قيمة المنزل الأرضي والأرض المقام عليها بينهم على الفريضة الشرعية، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
عبد الدائم سليم الشوماني
حسن سالم الشريف
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
28//ذو الحجة//1441هجرية
18//08//2020م