طلب فتوى
الآداب والأخلاق والرقائقالفتاوى

الترشيد في استهلاك الكهرباء

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (2426)

 

الإخوة/ هيئة الرقابة الإدارية.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحية طيبة، وبعد:

فبالإشارة إلى مراسلتكم المتضمنة نصّ طلبكم: “لاحظت الهيئة من خلال متابعتها لسير العمل بالشركة العامة للكهرباء، وجود العديد من الصعوبات التي تواجه الشركة؛ من الإسراف المفرط في استهلاك الطاقة الكهربائية، من قبل المواطنين والجهات العامة، وقيام البعض بسرقة الكهرباء، وذلك بالتوصيلات غير الشرعية، الأمر الذي سبب في خلق الأزمات في الإمداد بالطاقة الكهربائية، عليه؛ نأمل منكم إبداء الرأي الشرعي حول عملية الإسراف في استهلاك الطاقة الكهربائية، وسرقتها، وتوجيه الوعاظ وخطباء المساجد بتوعية المواطن لترشيد الاستهلاك”.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فقد نهى الله تعالى عن الإسراف في كل شيء، قال تعالى: )وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ( [الأعراف:31]، والمطلوب من المسلم التوسط في الأمور كلها، قال تعالى في وصف عباده المؤمنين: )وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يُقْتِرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاما( [الفرقان:67]، وسرقة الكهرباء؛ سواء أكان ذلك بالتلاعب بعدّاد الكهرباء، أم بالتحايل على عدم دفع الفواتير المستحقة، والتوصيلات غير الشرعية من دون عداد، هو من الغلول المحرم؛ لما في ذلك من الغش والخداع، وأكل الأموال بالباطل، وعدم أداء الأمانة، قال الله سبحانه وتعالى: )وَمَنْ يَّغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ( [آل عمران:161]، وقال سبحانه: )إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا( [النساء:58]، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة، لا يبالي أخذ من حلال أو من حرام) [البخاري:351]، وعلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية توجيه الوعاظ وخطباء المساجد، إلى تنبيه الناس وترشيدهم في استهلاك التيار الكهربائي، وبالأخص في ظل ما تعانيه البلاد؛ مِن عدم استقرار واضطرابات أمنية، وتضرُّر محطات التزويد جراء الاشتباكات؛ لأن التهاون في ذلك فساد وإضرار بعامة الناس، والله لا يحب الفساد، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

محمد علي عبد القادر

أحمد محمد الكوحة

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

19/شعبان/1436هـ

06/يونيو/2015م

 

 

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق