طلب فتوى
التبرعاتالزكاةالعباداتالفتاوىالمساجدالمعاملاتالوقف

التصدق بفرش المسجد الزائد عن الحاجة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (3183)

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤالان التاليان:

السؤال الأول:

نحن منظمة (ع) للأعمال الخيرية، نقوم بجمع الملابس المستعملة، والبطاطين، والفرش (البساطات) منذ سنوات، واستفاد كثير مِن الفقراءِ والنازحين، وتواجهنا مشكلة نقصِ الفرش، ووجدنا عند كثير من المساجد فُرشًا مستعملةً مخزنة، لا حاجة لهم بها، والفقراء والنازحون في أمسِّ الحاجة إليها، خاصةً في هذه الأيامِ، فهل يجوز للمسؤولين عن المساجد إعطاءنا هذه الفرش؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن فرش المساجد من قبيل الحبسِ، وإذا استغنى عنها المسجد فإنه يجوز صرفها لمن هم في حاجة شديدة، مثل النازحين أو غيرهم؛ لأنّ ما كان لله يصرف بعضه في بعض؛ قال ابن علاق رحمه الله: “وما كان لله، واستُغنيَ عنه، فجائز أن يستعمل في غير ذلك الوجه؛ ما هو لله” [التاج والإكليل:647/7]، وقال ابن قدامة رحمه الله: “روى الخلال بإسناده عن علقمة عن أمه؛ أن شيبة بن عثمان الحجبي جاء إلى عائشة رضي الله عنها، فقال: يا أم المؤمنين، إن ثياب الكعبة تكثر عليها فننزعها، فنحفر لها آبارا، فندفنها فيها، حتى لا تلبسها الحائض والجنب، قالت عائشة: “بئس ما صنعتَ، ولم تُصِب؛ إن ثياب الكعبة إذا نزعت لم يضرها من لبسها من حائض أو جنب، ولكن لو بعتها وجعلت ثمنها في سبيل الله والمساكين”، فكان شيبة يبعث بها إلى اليمن فتباع، فيضع ثمنها حيث أمرته عائشة، وقال المروذي رحمه الله: سألت أبا عبد الله عن بواري المسجد، إذا فضل منه الشيء، أو الخشبة، قال: يتصدق به” [المغني:254/6]، والله أعلم.

 

السؤال الثاني:

قمنا بتفقد أحوال العجزة والمسنين في دار الوفاء، فوجدناهم بحاجة إلى وجبة إفطار وتموين، ومواد تنظيف، وبعض الحاجيات الضرورية الأخرى، فهل يجوز توفير هذه الأشياء من الزكاة؟ علما بأنهم يتبعون وزارة الشؤون الاجتماعية، ولكن الوزارة تعتذر بعدم توفر السيولة في الوقت الحاليّ.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن كان الواقع ما ذكر في السؤال، فيجوز دفع الزكاة إلى الفقراء منهم، إمّا إليهم رأسًا، أو إلى مَن كان مأمونًا، ممن يتولى شؤونهم في الدار أو غيرها؛ ليقضي بها حوائجهم من موادّ غذائية أو غيرها، ولا بأس أن يستأذنَ، وأن يُعْلِمَ بذلك مَن تسمح له ظروفه الصحية بالاستئذان، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

                                                                

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

18/ربيع الآخر/1438 هـ

16/يناير/2017م

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق