طلب فتوى
الغصب والتعديالفتاوىالمعاملات

التعدي على الأملاك العامة، والفضاءات المملوكة للدولة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (1693)

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

يقوم بعض المواطنين بالتعدي على الأملاك العامة، والفضاءات المملوكة للدولة، والأرصفة والطرق بلا إذن رسمي من الدولة، واستغلالها لأغراضهم الشخصية، عبر إنشاء محلات تجارية، أو منازل خاصة، أو قيام بعضهم بالبناء على مواقع تم تعويضهم فيها من قبل الدولة سابقا على الحجوم والمباني والأشجار، ولم يتم تعويضهم على الأرض، فيحتج بعضهم بعدم تعويضهم على الأرض.

عليه؛ نأمل منكم إعلامنا، وإطلاع السادة المواطنين حول هذه التعديات، والأموال المكتسبة منها، حلال أم حرام؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فهذا الفعل من بعض المواطنين هو بسبب غياب القانون، ولا حق لهم فيه، فلا يحل لأحد الاعتداء على أموال الدولة، أو الاستيلاء عليها بالغلبة والقوة، فهذا من الغصب المحرم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (من أخذ شبرًا من الأرض بغير حقّه، طُوِّقَهُ في سبعِ أرضينَ يومَ القيامة) [البخاري:245، مسلم:1610]، وعلى من اغتصب شيئًا من الدولة أن يرده إليها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (على اليدِ ما أخذت حَتى تؤدِّيه) [أحمد:20086، الترمذي:1266]، فحرمة المال العام أعظمُ من حرمة المال الخاص؛ لكثرة الحقوق المتعلقة به، وتعدُّد الذِّمَمِ المالكةِ له، ولقد أنزله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه منزلةَ مال اليتيم الذي تجب رعايتُه وتنميتُه، ويحرم أخذه بغير وجه حق، والتَّفريط فيه. [مصنف ابن أبي شيبة:32914]، وما ذكر في السؤال من أنواع الاعتداءات على أملاك الدولة هو من أ كْل الأموال بالباطل؛ فلا يجوز بيعُها، ولا شراؤُها، ولا كِراؤُها؛ ولا الإقامةُ فيها؛ كلُّ ذلك باطلٌ لا يصح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من اقتطع شبراً من الأرض ظلماً، طوَّقه الله يوم القيامة من سبع أرضين). [مسلم: 1230/3].

فينبغي الامتناع عن إعانة من وقعت منهم تلك الاعتداءات، أو الشراء منهم؛ لقول الله تبارك وتعالى: )وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ([المائدة: 2]، ومن لم تعوضه الدولة على أرضه، فيرجع في استرداد حقه إلى القنوات المعروفة، وما تقرره المحاكم والهيئات المخولة بذلك، ولا يجوز له التعدي المذكور، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد ميلاد قدور

محمد الهادي كريدان

أحمد محمد الغرياني

 

مغيث بن محمود الفـــــاخري

نائب مفتي عام ليبيا

8/ربيع الأول/1435هـ

2014/1/9

 

 

 

 

 

 

 

 


 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق