بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (3827م)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
عملت موظفًا بشركة، وقد استحققت منهم مرتبات وغيرها من علاوات وبدل إجازات مما هو في عقد العمل، وعند مطالبتي بحقي بعد مدة قالوا لي: سقط حقك بالتقادم، فما حكم ذلك؟
الجواب:
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن كان الحال ما ذكر، فإن حقك من الشركة ثابت من مرتبات وغيرها مما اتفق عليه بالعقد بينكما، إذا أدّيت ما وكل إليك من عمل، ولا يسقط حقٌّك بالتقادم؛ لأنه دين من الديون، والديون لا تسقط بالتقادم وهم ملزمون بأدائها، ولا يحل لهم المماطلة فيه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَطْلُ الغَنِيّ ظُلْمٌ) [البخاري:2400]، وقال الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُود﴾ [المائدة:1]، وليحذروا من منع الأجير حقّه، فهو من الكبائر، يقول النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: (قَالَ اللَّهُ: ثَلاَثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ [وذكر منهم] وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِه أَجْرَهُ) [البخاري:2270] والله أعلم .
وصلَّى الله على سيّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
حسن سالم الشريف
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
26//جمادى الآخرة//1440هـ
03//03//2019م