بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (926)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
بعد زواجى بسنوات، اكتشفت أنّ زوجتي مصابة بمرض السكر، وكانت قد أخفته عني قبل زواجنا، مع سؤالي لها قبل الزواج: هل تعانين من أي مرض، فأجابت بالنفي، وسبب لها المرض ضعفاً في عينيها، ولم أرزق منها حتى الآن بالأولاد، وبدأت البحث عن زوجة ثانية، فهل يجوز لي ذلك، وكيف أتعامل معها لو طلبت مني الطلاق؟.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن مرض السكر مما عمت به البلوى، وليس من الأمراض المنفِّرة التي تعطي الخيار لأحد الزوجين، ولكن كان ينبغي للزوجة ذكره للزوج قبل الزواج؛ حفاظاً على الثقة بين الزوجين، خاصة إذا كان الزوج قد طلب معرفة ذلك قبل الزواج، والزواج بزوجة ثانية جائز، سواء مع وجود هذا المرض أو عدمه، شريطة العدل الذي فرضه الله للتعدد، وذلك في النفقة والمبيت؛ لقول الله تعالى: )فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا([سورة النساء: 3]، ولا يشترط إذن الزوجة الأولى ولا موافقتها، وإذا طالبت الزوجة بالطلاق فيما بعد، فينبغي الصبر عليها ومسايرتها، فإن أصرت على الطلاق، وأراد الزوج أن يطلق وفّاها حقوقها، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
11/ربيع الآخر/1434هـ
2013/2/21