حكم إلقاء محاضرات دعوية للنساء

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (2160)

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

قمنا بعد ثورة (17 فبراير) بتشكيل فريق دعوي، يهدف إلى تبصير الناس بدينهم وأخلاقهم، وذلك بالتنسيق مع وزارة الأوقاف، وكان من ضمن المستهدفين الطلبة والطالبات، سواء في المدارس أو المعاهد أو الجامعات، وقد لمسنا بفضل الله ثمرة ذلك، وأثره الطيب على الكثيرين، إلا أن البعض في الآونة الأخيرة بدأ يعترض على ذهابنا إلى بعض الجامعات ومدارس البنات، بحجة الخوف من الفتنة، وضعف النفس أمام الشهوات، فهل هذا القول معتبرٌ شرعًا؟ علمًا بأننا استشرنا الكثير من العلماء المعروفين قبل البدء في هذه المحاضرات.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن الدعوة إلى الله، والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واجب جليل من واجبات هذا الدين، ومسؤولية جسيمة على عاتق كل قادر عليه؛ إذ لا يقوم الدين وتصلح أحوال العباد إلا بالقيام بهذا الواجب العظيم، ولا حرج من القيام بمثل هذه المحاضرات، لمن يأمن على نفسه شريطة التقيد بالضوابط الشرعية من وجوب غض البصر، وعدم الخلوة المحرمة؛ قال تعالى: )قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ( [النور: 30]، وأخرج الإمام مسلم عن جرير بن عبد الله قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة، فقال: (اصرف نظرك) [أبوداود: 2148]، وقد كان للنساء مجلس علم يعقده لهن المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه. [البخاري: 1249].

ومن أولويات ما تحتاجه المدارس والجامعات تنبيه الطلاب والطالبات إلى المخالفات الشرعية ـ داخل دور العلم ـ المخلة بالآداب العامة ونحو ذلك، مما يخدش الحياء والمروءة، وترغيبهم في التخلق بأخلاق المسلمين، وتحذيرهم من مظاهر الفتنة والإغراء والتحرش والسفور، والاختلاط المتبرج وما يثير الغرائز كسماع الأغاني، وخلوة الرجل بالمرأة، ونحو ذلك، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد ميلاد قدور

محمد الهادي كريدان

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

23/ربيع الأول/1436هـ

14/2015/1م