القضاء هو الطريق الشرعي الوحيد للفصل في المنازعات والخصومات
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (1560)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
اشتريت قطعة أرض تقع بمنطقة السدرة بعين زارة، مساحتها هكتاران، اشتريتها بقيمة ثلاثة ملايين وسبعمائة وخمسين ألفَ دينار، والآن ينازعني بعض الناس بطرق غير قانونية، تارة بالقوة، وتارة بطرق أخرى، بدعوى أنهم ملّاك للأرض المذكورة، وتقدّمنا لدار الإفتاء لفض النزاع, فلم يقدّموا المستندات المطلوبة منهم، وتقدّمت بالشهادة العقارية التي اشتريت بها الأرض، وأنا على أتمّ الاستعداد للإتيان بالشخص الذي اشتريت منه، للمثول أمام دار الإفتاء، أو المحكمة، فما هو التوجيه الشرعي؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فالقضاء هو الطريق الشرعي الوحيد في استيفاء الحقوق، والنظر في خصومات الناس، والفصل بين المتنازعين، فمن له دعوى في شيء لدى غيره؛ أرض أو غيرها، عليه أن يتقدم بدعواه إلى الجهات القضائية المختصة، ويقدم ما لديه من حجج وأدلة، وينتظر حتى يفصل القضاء في المنازعة، ولايجوز له مهما كانت حجته واضحة، أن يستوفي الحق بنفسه، بالتهديد أو قوة السلاح، فتلك مفسدة عظيمة وإثم كبير، يحرم فعله؛ لما يؤدي إليه من الفوضى والتهارج، وسفك الدماء، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
غيث بن محمود الفاخري
أحمد محمد الكوحة
محمد الهادي كريدان
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
9/المحرم الحرام/1435هـ
2013/11/13م