طلب فتوى
الآداب والأخلاق والرقائقالفتاوى

النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو أفضل الخلق

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (1500)

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

هل صحيح أن أفضلية النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الخلق ليس عليها دليل صحيح صريح يحتج به؟ وهل اعتقاد ذلك يشوب الاعتقاد الصحيح للمسلم؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فقد وردت في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم وخصائصه أدلة كثيرة جدا، صرحت بأن الله عز وجل اتخذه خليلا، وجعله خاتم رسله، وأنزل عليه أفضل كتبه، وجعل رسالته عامة للثقلين إلى يوم القيامة، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وأجرى على يديه من الآيات ما فاق به جميع الأنبياء قبله، وخصه بالشفاعة الكبرى، والمقام المحمود، وهو سيد ولد آدم، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفع، وبيده لواء الحمد يوم القيامة، وأول من يجوز الصراط، وأول من يقرع باب الجنة، وأول مـن يدخلها، كل ذلك ثبت به أدلة صحيحة صريحة في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال النووي رحمه الله – تعليقا على قوله صلى الله عليه وسلم: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع) -: “وهذا الحديث دليل لتفضيله صلى الله عليه وسلم على الخلق كلهم؛ لأن مذهب أهل السنة أن الآدميين أفضل من الملائكة، وهو صلى الله عليه وسلم أفضل الآدميين وغيرهم”[شرح مسلم:413/15]، وقـال ابن تيمية رحمه الله: “وقد اتفق المسلمون على أنه صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق جاها عند الله، لا جاه لمخلوق أعظم من جاهه، ولا شفاعة أعظم من شفاعته”[مجموع الفتاوى:145/1].

           وقد تتابع العلماء على وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أفضل الخلق، منهم الإمام الشافعي في “الأم” (4/167)، وعبد الرازق الصنعاني في “مصنفه” (419/2)، والسفاريني في “غذاء الألباب” (15/1)، والقرافي في “الذخيرة” (63/2)، وابن تيمية في “مجموع الفتاوى” (313/1)، و(127/5، 468)، و(11/96) وغيرها، وابن القيم في “تهذيب السنن” (145/5)، وابن كثير في “البداية والنهاية” (178/1)، وابن حجر في “فتح الباري” (452/6)، والدردير في “الشرح الكبير” (173/2)، والألوسي في “روح المعاني” (284/4)، والطاهر بن عاشور في “تفسيره” (420/2)، والسعدي في “تفسيره” (51، 185، 699)، ومحمد الأمين الشنقيطي في “أضواء البيان” (215/9)، وغيرهم كثير.

فمما ذُكر وغيره يتبين أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء، وأفضل الخلق، وأعظمهم منزلة عند الله تعالى، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

غيث محمود الفاخري

أحمد ميلاد قدور

محمد الهادي كريدان

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

26/ذو القعدة/1434هـ

2013/10/1م

 

 

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق