النصب التذكارية للشهداء

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (1713)

السادة المحترمون/ شركة الأصول العقارية للمقاولات العامة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحية طيبة، وبعد:

فبالنظر إلى مراسلتكم ذات الرقم الإشاري: (أ­­- ع – 1 – 017)، بتاريخ: (2014/1/20م)، بخصوص اختيار نموذج للخط العربي لاستعماله في كتابة آيات على معلم تذكاري لشهداء ليبيا، ومتحف عاصمة الثورة (بنغازي).

فإنا نعلمكم أن اتخاذ أمثال هذه المعالم التذكارية لا يجوز؛ لما فيه من إنفاق الأموال في غير منفعة شرعية، وتكريم الشهداء إنما يكون بما يعود عليهم بالأجر والثواب مثل: وقف الصدقات الجارية عليهم، التي تعظُم بها أجورهم عند الله، بأن يوظَّف هذا المال في تأسيس مشروع خيري يحمل اسمهم؛ كإقامة معهد علمي أو مركز بحثي، أو مستشفى خيري للعلاج المجاني لبعض الأمراض المستعصية؛ مثل: غسيل الكلى والأورام، فإن ذلك أولى وأكثر نفعاً، وأعظم أجراً؛ لأنه من الصدقات الجارية التي يعود ثوابها على الشهيد، وعلى كل من تسبب فيها، وأعان عليها، ولا ينقطع أجرها مادامت قائمــة.

هذه هي البدائل الشرعية عن المعالم التذكارية، وهي بدائل تجمع بين تخليد الذكرى، وتعظيم الأجور، ونفع الناس، فعلينا أن نضع كل درهم في أحسن أبوابه، وأن نتخلص من التبعية، والتقليد، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد ميلاد قدور

محمد الهادي كريدان

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

25/ربيع الأول/1435هـ

2014/1/26م