طلب فتوى
التبرعاتالفتاوىالمعاملاتالوقف

بناء مسجد فوق مقبرة مندرسة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (1086)

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

         نحن نشرف على بناء مسجد بمنطقتنا، وقد قمنا بأخذ جزء من مقبرة قديمة جدا، لا أحد يعلم أنها مقبرة، إلا أحد كبار السّنّ الذي أخبرنا بذلك، فقمنا بتنظيف الجزء الذي أخذناه من المقبرة، وعندما وصلنا إلى مرحلة تركيب البلاط وجد أحد العمال عظاما قديمة جدا، فماذا نفعل، هل نكمل المسجد أو نتوقف عن بنائه، وهل الصلاة فيه صحيحة أم لا؟

الجواب:

            الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

            أما بعد:

          فإذا تبين أن العظام قد بليت في هذه المقبرة، فإنه يجوز لكم ردم هذه المقبرة، وبناء المسجد عليها، قال الدردير رحمه الله: “إذا علم أن الأرض أكلته، ولم يبق منه شيء من عظام، فإنه ينبش، لكن للدفن، أو اتخاذ محلها مسجداً، لا للزرع والبناء” [الشرح الصغير:578/1]، وقال المواق رحمه الله: “قال ابن رشد: أما بناء مسجد على المقبرة العافية فلا كراهية فيه، قاله ابن القاسم؛ لأن القبر والمسجد حبسان على المسلمين ودفن موتاهم، فإذا لم يكن التدافن واحتيج أن تتخذ مسجدا فلا بأس بذلك؛ لأن ما كان لله فلا بأس أن يستعان ببعض ذلك على ما النفع فيه أكثر، والناس أحوج إليه” [التاج والإكليل:74/3]، وبذلك يعلم أن الصلاة في المساجد التي بنيت على مقابر قد اندرست، ولم يبق لها أثر، فالصلاة فيها مشروعة، وينقل ما وجد من بقية رفاث فيدفن في مقبرة المسلمين، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

                                                                           مفتي عام ليبيا

22/جمادى الأولى/1434هـ

2013/4/3

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق