بناء منزل في ملك الغير بإذنه

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (4488)

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

نحن أربعة إخوةٍ، أذنَ لنا والدُنا ببناءِ منازل للسكنى في أرضٍ يملكُها، ولم يهبْ لنا شيئًا، فقمنا ببناءِ أربعةِ منازل، ثم توفي والدِي فقمنا بقسمةِ الأرضِ كاملةً، شاملةً المقامَ عليها المنازل الأربعة، وأعطينا أخواتِنا نصيبَهن كامًلا، وكانت القسمة بحيثُ تكون المنازلُ في نصيبِ كلٍّ منَّا مِن الأرض، فهل يدخلُ البناء في الميراث؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن مَن بَنى بإذنِ المالك أو علمِه استحقَّ قيمة بنائِهِ قائمًا، قال القرافي رحمه الله: “قَالَ مَالِكٌ رحمه الله: كُلُّ مَنْ بَنَى بِإِذْنِكَ أَوْ عِلْمِكَ فَلَمْ تَمْنَعْهُ وَلَا أَنْكَرَت عَلَيْهِ فَلهُ قِيمَته قَائِمًا كَالْبَانِي بِشُبْهَةٍ” [الذخيرة:6/213]، وتقدر القيمة وقت الحكم، ومثله وقت البيع والقسم في هذه الحالة، قال الدّردير رحمه الله: “(وَإِن بَنَى) ذُو الشُّبْهَةِ (أَوْ غَرَسَ) فَاسْتُحِقَّ (قِيلَ لِلْمَالِكِ) الَّذِي اسْتَحَقَّ الْأَرْضَ: (ادْفَعْ قِيمَتُهُ قَائِماً) مُنْفَرِداً عَنِ الْأَرْضِ؛ لِأَنَّ رَبَّهُ بَنَاهُ بِوَجْهِ شُبْهَةٍ (فَإِن أَبَى قِيلَ لِلْبَانِي: ادْفَعْ) لِمُسْتَحِقِّ الْأَرْضِ (قِيمَةَ الْأَرْضِ) بَرَاحًا (فَإِن أَبَى) أَيْضاً (فَشَرِيكَانِ بِالْقِيمَةِ) هَذَا بِقِيمَةِ أَرْضَهُ بَرَاحاً، وَهَذَا بِقِيمَةِ بِنَائِهِ أَوْ غَرْسِهِ قَائِماً (يَوْمَ الْحُكْمِ) لاَ يَوْمَ الْغَرْسِ أَوِ الْبِنَاءِ” [الشرح الصغير: 3/622]، وإذا أمكن أن يكون البناء الموجود الآن في حصة الأبناء فذلك هو الأولى، وتأخذ البنات الأراضي التي ليس بها بناء.

عليه؛ فإن كان الحال كما ذكر، فلا يدخل البناء في الميراث، وما دام البناء كان في نصيب الأبناء من الأرض بعد القسمة فقد استوفوا حقّهم، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

(هذه الفتوى لا يحتج بها في النزاعات، ولا أمام القضاء، ولا تفيد صحة الوثيقة، لاحتمال أن لدى من ينازع فيها مقالا والدار لا علم لها به)

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد ميلاد قدور

حسن سالم الشريف

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

15//رمضان//1442هـ

27//04//2021م