طلب فتوى
2025البياناتبيانات مجلس البحوث الشرعيةصادر الدار

(بيانُ مجلسِ البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء اللِّيبيّة بشأن قَوَافِل كسْر الحِصَار عن غَزَّة الأَبِيَّة)

(بيانُ مجلسِ البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء اللِّيبيّة بشأن قَوَافِل كسْر الحِصَار عن غَزَّة الأَبِيَّة)

﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أمّا بعدُ:

فقد تابع مجلسُ البحوث والدراسات الشرعيّةِ بدار الإفتاء في الأسابِيع الماضية، جهودَ الشعوب لكسْرِ الحصارِ عن غَزّة؛ بِتَسْيِير قوافلَ بَشَريّةٍ مِن دُوَل المغربِ العربي صَوْب القطاع، وجُهُودًا أخرى تنَاقَلَتْها وسائلُ الإعلام، لِتجهيز قوافلَ بَحْريّةٍ من دُوَلٍ أخرى، وإنّ مجلسَ البحوث بدارِ الإفتاء الليبيةِ، إذ يقدرُ جهودَ كل من شارك في هذهِ القوافل، ويثني عليها، ويدعو الناس إلى المشاركة فيها؛ ليؤكِّدُ على ما يلي:

1- فَكُّ الحصار عن غَزَّة، ورفعُ الظلمِ عن أهلِها، ونُصرتُهم بكلّ الوسائل الْمُمْكِنَة – صغُرتْ أو عظُمتْ – هو واجبٌ شرعيٌّ على كلِّ المسلمينَ في أقطار الأرض، ومَن أمْكَنَهُ فعلُ شيءٍ مِن ذلك وقَصَّر فيه فهو آثِمٌ، فاللهُ تعالى يقول: (وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ)[الأنفال:72]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلّم: (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُه) [رواه مُسلم]، ومعنى “يَخْذُلُه”: يَتْرُكُهُ لِمَن يَظلمه، ولا يَنْصُرُه.

2- إنَّ ما حصَل في سرت، مِن التصدي لقافلة الصمودِ، ومنعها مواصلة طريقِها نحو الحُدُود المصريّة الفلسطينيّة، والتعرض للمشاركين فيها بالأذى والاعتقال والمحاصرة – هو منكرٌ عظِيمٌ، قامتْ به عصاباتُ حفْتر وأذنابُه، وأثبتوا بذلك أنهم عملاءُ ووكلاء الصهاينة في ليبيا.

3- يجبُ على المسلمين جميعًا – شُعُوبًا وحكوماتٍ – دعمُ مِثْل هذه القوافل البَرِّيَّة والبَحْريّة، وتكرارُها، وتنْويعُ أساليبِها، وتضْييقُ الخِنَاقِ على الصّهَايِنَة، وعلى وُكَلائهم في دُوَل الطَّوْق وغيرِها، وإحراجهم، وعدمُ اليأْس، وتَحَمُّلُ كلِّ الصِّعَاب والمخاطِر في سبيل ذلك، وكل أذًى يصيبُ مَن شاركَ في هذه القوافلِ هو مِن الجهاد في سبيلِ الله، قال الله تعالى: (وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [التوبة: 121].

4- يضمُّ مجلس البحوث صوتَه إلى صوتِ الجماعة الكبيرة من علماء المسلمينَ، الذين أصدروا وثيقةً علميةً مفصلةً ببيانٍ شافٍ كافٍ، تحتَ اسم: (مِيثاق علماءِ الأمّة بشأن طُوفان الأقصى وتدَاعياته)، بيَّنُوا فيها بيانًا وافيًا ما يجبُ على كل مكوناتِ الأمةِ،الحكام والعلماء وجيوش البلادِ الإسلاميةِ، والقائمينَ على حراسةِ المنافذِ وعلى منع إدخالِ الإغاثةِ إلى أهل غزة، ورجالِ المالِ والأعمالِ، والإعلاميين والتجارِ والمستهلكين، وعامة الناس، بيّنتْ ما هو مطلوبٌ مِن كلّ أحدٍ، فيجبُ على كلّ مسلمٍ الاطلاعُ على هذه الوثيقةِ؛ ليعرف ما هو في عنقهِ تجاهَ العدوان الهمجيِّ والإبادةِ الجماعيةِ في غزة.

ثبَّتَ الله أقدامَ المجاهدين، وأعلى كلمتَهم، وخَذَلَ عدوَّهم.

وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلَّم.

 

مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء اللِّيبيّة

الأحد : 18 محرم 1447 هـ

الموافق: 13 -07-2025 م

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق