طلب فتوى
2015البيانات

بيان دار الإفتاء الليبية بخصوص أحداث اليمن

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان دار الإفتاء الليبية بخصوص أحداث اليمن

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد؛؛

ففي ظل الأحداث الدموية المؤلمة التي يتحالف فيها الانقلابيون مع بقايا النظم السابقة التي أطاحت بها الثورات في بعض البلاد العربية، لاسترداد عهود الاستبداد والقهر والبغي في كل من ليبيا وسوريا والعراق ومصر، وأخيرا الانقلاب الحوثي في اليمن.

فإن دار الإفتاء الليبية ترى أن العمل العسكري الذي تقوم به عدد من الدول العربية والإسلامية، بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن، هو عمل شرعي ضروري، أولا، حماية للحرمين الشريفين من خطر التمدد الشيعي الذي طوق المنطقة وصار يمثل تهديدا حقيقيا لأمنها، فإن الدفاع عنه واجب لقول الله تبارك وتعالى: (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)، وثانيا، للدفاع عن الحكومة الشرعية القائمة في اليمن، نصرة للمستضعفين، وردا لكيد الحوثيين وحلفائهم من الخارج، وأنصارهم في الداخل من أعوان الرئيس المخلوع؛.

لذا فإن دار الإفتاء الليبية تنبه إلى الآتي:

1- لا يخفى على ذي لب أن الأمة اليوم وصلت مرحلة من الضعف والتشرذم غير مسبوقة، مما جعلها لا تملك أمرها ولا تستقل بقرارها، حتى فرّطت في قضاياها المصيرية، وعلى رأسها قضية القدس وفلسطين، حيث إنها لم تعد تشغل اليوم بال أحد، على الرغم من تمادي المحتل في مخططاته الإرهابية دون مبالاة ولا رادع ينتصر للمظلومين.
لذا فإن تكاثف وتوحد المكونات البشرية والمادية للأمة أصبح ضروريا أكثر من أي وقت مضى، لانتزاعها من حالة التشرذم والتساقط التي تعاني منها، لتتوجه قدراتها نحو العدو المشترك، فإن الله تعالى يقول: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الْمُسْلِمُ لِلْمُسْلِمِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا).

2- دار الإفتاء الليبية تدعو القادة العرب في اجتماع قمتهم المرتقب، إلى وحدة الصف، والاتفاق على العمل لترسيخ الحريات في بلادهم، وحماية عزة شعوبهم، حتى تلتحم الشعوب مع قادتها في مواجهة كافة التهديدات الخارجية، فإن الله تعالى يقول: (وَأنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ)، ويقول عز وجل: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ).

وفق الله الأمة إلى نصرة الإسلام والأخذ بأسباب القوة، وألهمهما رشدها.

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا
الخميس 5 جمادى الآخرة 1436 هـ 
الموافق 26 مارس 2015 م

{gallery}Bynat/Yemen{/gallery}

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق