بيان دار الإفتاء بخصوص صرف التعويضات لأصحاب المباني المتضررة
بيان دار الإفتاء بخصوص صرف التعويضات لأصحاب المباني المتضررة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد:
فإن دار الإفتاء الليبية وحرصا منها على المال العام وصرفه في وجوهه المشروعة، فإنها تؤكد للمواطنين أن التعويضات المقررة لأصحاب المباني المتضررة من أحداث الثورة، يجب أن تكون لمستحقيها ممن تضررت مبانيهم، فلا يجوز التدليس والتزوير والتحايل في إعطاء البيانات، والحصول على المبالغ المالية دون وجه حق، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} فالواجب على المسلم الصدق وقول الحق. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ} فالتزوير محرم في شريعة الله تعالى، ولا يفعله إلا الفاسدون الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، وهو من شيم النفوس الضعيفة، التي تنزل قدرها عند الله ثم عند الناس، ولا تستحق أن يكون لها مشاركة في بناء الأوطان، وقد وصف ربنا عباده الصالحين بقوله: { وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً } وفي البخاري عن خولة الأنصارية : ” إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة “.
وبيتُ مال المسلمين الذي ستصرف منه هذه التعويضات مِلْكٌ للمواطنين جميعًا، والقائمون على صرف هذه التعويضات في وزارة المرافق والإسكان إنَّما هم أُمَناء في حِفْظه وتحصيله، وصَرْفه لأهْله، فلا يحلُّ لأحدٍ أن يعتديَ عليه، أو يأخُذَ منه ما لا يستحقُّ، فيجب النظر في الطلبات والبيانات والتأكد من صحتها وإعطاء من يستحق منهم، فالله تعالى يقول: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ” أدِّ الأمانةَ إلى من ائْتَمَنكَ، ولا تَخُنْ مَن خَانك ” وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” وإن هذا المال حلوة… من أخذه بحقه فنعم المعونة، ومن أخذ بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع “.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا