طلب فتوى
الأسرةالفتاوىالنكاح

بيان عيب النكاح الموجود بالزوج

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (5864)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

ولدتُ بتشوّهٍ خِلْقي، وهو عدم وجود مثانةٍ بولية، وتشوهٍ بالعضو الذكري، وقد خضعت لعمليات جراحية منذ طفولتي، وأصبحت أستخدم كيسًا خارجيا لقضاء الحاجة، أمارس معه حياتي بكل يُسر، دون أن يتأذى من حولي، وبعد بلوغي أجريت عملية ناجحة، عالجتُ بها تشوه العضو الذكري، وأخبرني الأطباء -داخل البلاد وخارجها- بعد عرض حالتي وإجراء الفحوصات والتحاليل، أني قد تعافيت تمامًا، ويمكنني الزواج، والآن أريد التقدم لخطبة فتاة، وهي تعلم طبيعة مرضي سابقا وحالتي الآن، ورضيتْ بها، فهل يجب عليَّ أن أخبر أهلها؛ بناءً على رغبةِ والدتي، علما بأن والدها قد توفي؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإذا كان بأحد الزوجين عيبٌ من العيوب -التي يجوز معها فسخ النكاح ويثبت به للآخر الخيار- فالواجب عليه بيان العيب للطرف الآخر؛ لئلا يغررَ به دون علمه ورضاه، والمعتبر في ذلك علم طرفي العقد؛ الزوج والزوجة، وكذا الولي إن كانت مجبرة، قال ابن الحاجب رحمه الله: “الخِيَارُ مَا لَمْ يَرْضَ – قال خليل: (وَفَاعِل) يرض (ضَمِيرٌ عَائِدٌ عَلَى أَحَدِ الزّوْجَيْنِ) – بِقَوْلٍ أَوْ تَلَذّذٍ أَوْ تَمْكِينٍ أَوْ سَبْقِ عِلْمٍ بِالْعَيْبِ” [التوضيح: 107/4]، هذا في حال بقاء العيب إلى وقت العقد، وأما في حال ما إذا شُفي منه صاحب العيب، وثبت لدى الأطباء التعافي، وعدمُ وجود عيبٍ يضر بالزوجة؛ فلا يلزم الإفصاح عنه.

عليه؛ فإن كان الحال ما ذكر، فلا يلزمك إخبار أهل الزوجة بسابقِ عيبك ما دامت غير مجبرة، والعقد صحيح، ولو منعت أمها أو إخوتها، لكن لو أمكن إطلاع الأهل على العيب، فإنّه يكون أدعى لاستقرار الأسرة ودوام العشرة، وعدم ظهور المنغصات من الأم وباقي القرابات، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد بن ميلاد قدور

حسن بن سالم الشريف

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

11//جمادى الآخرة//1446هـ

08//12//2024م  

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق