2023البياناتبيانات مجلس البحوث الشرعيةصادر الدار
(بيان مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء حول تنصّر بعض الشباب الليبيين)
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
(بيان مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء حول تنصّر بعض الشباب الليبيين)
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصلاةُ والسلامُ على خاتم الأنبياءِ وأفضلِ المرسلينَ، سيدِنا محمدٍ، وعلى آلِه وأصحابهِ أجمعينَ.
أمَّا بعدُ:
فإنَّ مجلسَ البحوثِ والدراساتِ الشرعيةِ بدارِ الإفتاءِ الليبيةِ، تابَعَ بقلقٍ وانزعاجٍ، ما نُشرَ مِن تنصُّرِ بعض الشبابِ الليبيينَ، وانخراطِهِم في شبكةٍ تنصيريةٍ دوليةٍ، تهدفُ إلى إفسادِ عقائدِ الليبيينَ، وتَلَقِّيها دعمًا ماليًّا خارجيًّا.
ومِن الغريبِ أنْ يحدثَ هذا في الوقتِ الذي ينتشرُ فيه الإسلامُ بصورةٍ متسارعةٍ، ونرَى فيه إقبالًا على الإسلامِ، حتى أسلمَ بعضُ كبارِ القساوسةِ والمنصّرينَ.
ولمَّا كان هذا الأمرُ يمسُّ أغلى شيءٍ لدى مجتمعنَا، والمجتمعاتِ الإسلامية كلّها، وهو دينُ الإسلامِ، الذي رضيَهُ اللهُ لنَا، وأكرمَنَا بأنْ هدانَا إليهِ – فضلًا عمَّا يصاحبُ هذا الحدثَ، مِن تدخُّلٍ خارجيٍّ، يستغلُّ بعض ضعافِ النفوسِ، وآخرينَ تحتَ وطأةِ الحاجة – فإنَّ مجلسَ البحوثِ والدراساتِ الشرعيةِ يؤكدُ على النقاطِ الآتية:
1- يجبُ على المسؤولينَ في بلادِنا، وبخاصةٍ الجهاتِ الأمنيةِ والقضائيةِ رصدُ أيِّ نوعٍ من هذه التحركاتِ المشبوهةِ، والتصدِّي لهَا بكلِّ حزمٍ، وإنزالُ العقوبةِ الرادعةِ بالقائِمينَ عليها، أو المستجيبينَ لها، إذْ إنَّ التنصُّرَ ردةٌ صريحةٌ، عقوبتُها شرعًا وقانونًا هي القتلُ، فعن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن بدَّلَ دينَه فاقْتُلُوه)[رواه البخاري]؛ عمَلًا بقولهِ تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}[سورة الحج:41].
وجزَى الله خيرًا كلَّ مَن سعى في كشفِ هؤلاءِ المتآمرينَ المفسدينَ.
2- على الخطباءِ والوعاظِ والشيوخِ والأساتذةِ، القيامُ بواجبِ التعليمِ والإنذارِ، والفقهِ والتحذيرِ، عملًا بقوله تعالى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [سورة التوبة:122].
3- ليعلمْ كلُّ راعٍ مِن الآباءِ أو الأمهاتِ، أو مديرِي المؤسساتِ، أو رؤساءِ الهيئاتِ ووجهاء الأهالي، وكلّ حاضنةٍ اجتماعيةٍ، أنهم مسؤولونَ أمامَ اللهِ عمَّن تحتَ ولايتِهم، مِن أبناءٍ أو أعضاءٍ أو موظفينَ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْأَمِيرُ رَاعٍ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) [متفق عليه].
4- على وسائلِ الإعلامِ بمختلفِ أنواعِها، القيامُ بواجبِ التوعيةِ والتنبيهِ، وكشفُ هذه الشبكاتِ، وفضحُها ومَن وراءَها من القائمينَ عليها، مِن جهاتٍ خارجيةٍ وداخليةٍ، وإفساحُ مجالٍ كافٍ مِن خارطةِ برامجها لأهلِ العلمِ والخبرةِ؛ للتصدِّي لهذه الأنشطةِ والتياراتِ الهدامةِ، قيامًا بواجبِ الإنكارِ والتحذيرِ، فإنَّ الأمرَ جَللٌ، شديدُ الخطورةِ.
ونسألُ اللهَ تعالى أنْ يحفظَ بلادَنا وشبابَنَا مِن كلِّ سُوء.
وصلَّى اللهُ وسلّمَ على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.