طلب فتوى
الشركةالفتاوىالمعاملاتالمواريث والوصايا

تأخير قسمة تركة الميت والإضرار بالورثة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (5590)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

توفي والدِي وتركَ منزلا، ولديَّ شقيقانِ يرفضانِ الخروجَ من منزل الورثة، بحجةِ خلافٍ ماديّ مع أشقائهما الآخرِين، الأمر الذي حالَ دونَ بيع المنزلِ وتقسيمِ ثمنهِ حسَب الشريعة الإسلامية، فما حكمُ الشرع في ذلك؟ علمًا أن زوجةَ أبي تطالبُ بحقها في منزل الورثةِ مرارًا وتكرارًا، وليس لها علاقة بالخلاف الدائر بين الأشقاءِ نهائيًّا، كما أنّ أشقائي الذين ليس لهم علاقة بالخلافِ، يطالبونَ ببيع المنزل وتقسيمِ ثمنهِ حسَب الشريعة الإسلامية.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإنّ الواجبَ على الورثةِ بمجرد وفاة الميت المبادرةُ بقسمةِ جميع التركةِ، حسبَ الفريضة الشرعية دون تأخير، لأن الملك من حين موت مورثهم انتقل إليهم جميعا؛ فلا يحق استئثار بعضهم به بسكنى ولا استغلال على وجه من الوجوه إلا بإذنهم.

ومن فعل شيئا من ذلك من غير إذنهم فهو غاصب لحقوقهم في التركة، متعدٍّ عليها.

ويتعينُ القسمُ متى طلبهُ أحدُ الورثة، فإذا طلبه بعضهم وامتنع غيرُهم، أُجبرَ الممتنعُ على القسْم، سواءٌ كان حاضرًا أم غائبًا، فإن لم يمكنْ أن يقسمَ على الورثةِ، إلّا بحصولِ ضررٍ، فيتعينُ حينئذٍ البيعُ بسعرِ السوق، ويُـجْبر عليه مَن أَباه، قال ابن أبي زيد رحمه الله: “وَمَا انْقَسَمَ بِلَا َضَرَرٍ قُسِمَ مِنْ رَبْعٍ وَعَقَارٍ، وَمَا لَمْ يَنْقَسِمْ بِغَيْرِ ضَرَرٍ فَمَنْ دَعا إِلَى البَيْعِ أجبر عليه مَن أَبَاه” [الرسالة: 136].

وعليه؛ فإن الإخوة يجبَرون على قسمة التركة، إما بقسم ما يمكن قسمهُ بلا ضررٍ يقع على الورثة، أو ببيعِ ما لا يمكن قسمه لقلةِ الحصة، ويقسم ثمنهُ على الورثة، حسَب الفريضة الشرعية، وللورثة أن يتبايعوا فيما بينهم الحصص، والممتنعُ عن قسمة التركة آثم؛ لأنه في حكم الغاصبِ لحقوق باقي الورثة، والله أعلم.

وصلَّى الله على سيّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد بن ميلاد قدور

حسن بن سالم الشريف

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

13/شوال/1445هـ

22/04/2024م 

 

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق