تخزين تطعيمات الأطفال وصرفها للأقارب والأصدقاء
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (2575)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
في ظل ما تعانيه البلاد من نقصٍ حادّ في تطعيمات الأطفال، نودّ من دار الإفتاء بيانَ حكمِ ما يفعله بعضُ العاملين في المستوصفات، من تخزين الجرعات وبيعها، أو إخراجِها للأقارب والمعارفِ، دونَ عامة الناس، خصوصًا بعد وصول شحنة من التطعيمات في هذه الأيامِ؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن إخراجَ التطعيمات للأقارب والأصدقاء، دونَ غيرهم من عامةِ الناسِ المستحقين لها، أو بيعَها في الأسواق، أمرٌ محرم، فهو مِن خيانةِ الأمانة التي اؤتمنوا عليها، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الأنفال:27]، ولما في ذلك من الإضرار بالأطفال، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا ضَررَ ولا ضِرار) [الموطأ:1429]، ويقول: (من ضارَّ مسلمًا ضارَّه الله، ومن شاقَّ مسلمًا شقَّ اللهُ عليه) [الترمذي:1859].
وعلى وزارة الصحةِ وضعُ آلية لضمانِ وصولِ هذه التطعيمات لعامة الناس، دونَ التلاعُب بها، قال صلى الله عليه وسلم: (كلكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِه؛ الإمامُ راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته …) [البخاري:853/مسلم:1829]، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد محمد الكوحة
أحمد ميلاد قدور
غيث بن محمود الفاخري
نائب مفتي عام ليبيا
20/ذو الحجة/1436هـ
04/أكتوبر/2015م