بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (4030)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
أنا مصرّح جمركي، أكمل إجراءات السيارات ليأتي أربابها لاستلامها، وذات مرة تأخر أحد العملاء (3) أيام عن استلام سيارته، وفي اليوم الرابع قال لي: اشحنها لي، فأوصلتها لشركة الشحن، ولأن السيارة بها مشكلة، طلب مني صاحبها تغيير بطاريتها، وبينما أنا أقوم بذلك ضاع مني مفتاح السيارة، وبحثنا عنه كثيرًا ولم نجده، فهل أنا مسؤول، وأغرم قيمة المفتاح الضائع؟
الجواب:
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أمّا بعد:
فإن مَن تسبب نتيجة نسيانه في ضياع ما ائتمن على إيصاله لربه يضمنُ؛ بناء على تضمين المتسبب، وعلى قاعدة أن الناسي لِمَا ائتُمِنَ عليه فأدّى النسيان إلى تلفه يغرم ذلك. [انظر فتاوى البرزلي: 5/262]، ويعد بذلك مفرِّطًا، كما عُدَّ المُودَعُ مفرطًا بذلك، قال الجَعلي رحمه الله: “وَيَتَعَلَّقُ الضَّمَانُ بِالْوَدِيعِ أَيْضاً إِذَا طَلَبَ مِنْهُ رَبُّ الْوَدِيعَةِ أَن يَرُدَّهَا إِلَيْهِ فَقَالَ: إِنِّي ضَلَلْتُ عَنْ مَوْضِعِهَا، أَوْ سَهَوْتُ عَنْهُ؛ لِتَفْرِيطِهِ” [سراج السالك شرح أسهل المسالك: 427]، وكونه غير متعمد لا يؤثر؛ لأن الخطأ والعمد في أموال الناس سواء. [انظر مواهب الجليل: 5/278].
عليه؛ فإن كان الحال كما ذكر، فيغرم الْمُصرِّحُ الْجُمْرُكِي قيمة المفتاح الضائع لصاحب السيارة، والله أعلم.
وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
عبد الدائم بن سليم الشوماني
حسن سالم الشّريف
الصّادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
13// ربيع الأول// 1441 هـ
10// 11// 2019م