طلب فتوى
الأسرةالطلاقالفتاوى

تعليق الطلاق بلفظ: (عليَّ اليمين)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (5916)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

نحن مقيمون خارج ليبيا، وفي رحلة من رحلات عودتي إلى ليبيا؛ حدث خلاف بيني وبين زوجتي عبرَ الهاتف، وخلاله تلفظتُ بيمين الطلاق في زلة لسان، فقلت في لحظة انفعال: “عليّ اليمين غير نوصل مطار معيتيقة حتصبحي طالق”، ثم قلت بعدها مباشرة: “ورقة الطلاق سوف تصل إليك، وحنرسلها إلى خوك”، ثم وصلتُ إلى مطار معيتيقة ولم أرسل ورقة الطلاق، ولم أتخذ أيَّ إجراء لإيقاع الطلاق.

علمًا أنه لم تكن لديَّ نية حقيقية بالطلاق، وإنما أقصد الزجر والتخويف، وكنتُ في حالة غضبٍ شديد، وقد طلقتُ مرتين من قبل، وأنا أخشى على ضياع بناتي في بلاد الكفر، إن بقين وحدهن مع أمهن، ولم أستطع الرجوع إليهن.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإنَّ لفظ “اليمين” يُعَدُّ طلاقًا؛ لأنَّ اليمين ينصرف إلى الطلاق في عرف البلد، واليمين المعلق على شيء؛ يقعُ إذا وقع المعلَّق عليه، عند جماهير أهل العلم، من المذاهب الأربعة وغيرها؛ لما جاء عن نافع رحمه الله أنه قال: “طلّق رجلٌ امرأته البتّة إن خرجت، فقال ابن عمر رضي الله عنهما: “إِنْ خَرَجَتْ فَقَدْ بتّتْ مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ تَخْرُجْ؛ فَلَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ” [البخاري: 7/45].

وقولُ السائل: “حتصبحي طالق” إن كان يقصد به وقوع الطلاق عند وصوله المطار؛ فقد وقع الطلاق بحصول المعلق عليه، وهو وصوله إلى المطار المذكور، وإن كان قصده أنه سيوقع عليها الطلاق إذا وصل للمطار، وقد حلف بلفظ اليمين على أنه سيوقعه ولم يفعل؛ فقد حنث في يمينه ولزمه الطلاق الذي حلف به بلفظ اليمين؛ لأنّه حلف بالطلاق ليوقعنَّ الطلاق بوصوله المطار، ولم يوقعه.

وعليه، فإن كان الحال كما ذكر؛ فقد لزم السائلَ ما أوقعه من الطلاق على كلا الاحتمالين، وحيث إنها الطلقة الثالثة؛ فقد بانت بها زوجته بينونة كبرى؛ فلا تحلُّ له حتى تنكح زوجًا غيره.

وهذا أثرٌ من آثار الإقامة في بلاد الكفر، وما تتحمله الأُسَرُ بسببها من تَبِعَاتٍ، يكون ضحيتها الأطفال وبخاصة البنات منهم، والواجب على السائل أن يسعى في إرجاع بناته إلى بلادِ الإسلام بأي وسيلة، ولا يبقيهنّ في بلاد الكفر فإنه يَخشى عليهن في دينهنّ وأخلاقهنّ أو يَفقدهنّ بالكليّة، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

عبد العالي بن امحمد الجمل

حسن بن سالم الشريف

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

28//رجب//1446هـ

28//01//2025م  

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق