تعويض عن مرتبات غير مستحقة دون عمل
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (3445)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
اشتغلتُ في الإذاعة من سنة 1976م، بوظيفة (فني صوت) في غرفة البث الرئيسية، إلى أن سُجنتُ سنة 1986م، وأطلق سراحي سنة 1988م، فيما يعرف بـ(أصبح الصبح)، فطلبتُ العودة إلى العمل، ووافقت الإدارة بشرط أن أعمل في المخازن، فقبلتُ، وردُّوا إلي كل حقوقي المالية، ولكن لم أستطع تحمل البقاء في المخازن، فتركت العمل؛ لرفضهم إرجاعي إلى عملي السابق (فني صوت)، والآن بعد الثورة طلبتُ العودة إلى وظيفتي السابقة، فوافقت الإدارة، ووافقوا على إرجاع مرتباتي السابقة لأكثر من خمس وعشرين سنة، وعينوني بدرجة جديدة من الثالثة إلى الحادية عشر، ودفع مبالغ الضمان الاجتماعي، فما حكم هذه المرتبات، والدرجة الجديدة، ودفع الضمان عن المدة السابقة؟ وإذا كان هذا المال لا يحق لي، فهل يجوز لي أخذه وصرفه على المحتاجين؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فالأصل أن المرتبات المدفوعة من قبل الدولة هي نظير عمل، فالعامل أو الموظف الذي لا يؤدي عمله، لا يحل له أخذ مرتبه؛ وهو من أكل المال بالباطل، والله تعالى يقول: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ ([النساء:29]، فعلى المسؤولين والموظفين أن يتقوا الله تعالى، ويحذروا عقابه؛ قال صلى الله عليه وسلم: (واللهِ لا يأخذُ أحدٌ منكم شيئًا بغيرِ حقِّه إلا لقيَ اللهَ يحملُه يومَ القيامة) [البخاري:9697، مسلم:1832]، وقال صلى الله عليه وسلم: (وإنّ هذا المال خضِرةٌ حلوة … وإنه مَن يأخذه بغيرِ حقّه كالذي يأكل ولا يشبعُ، ويكون شهيدا عليه يوم القيامة) [البخاري:1465، مسلم:1052]، وقال صلى الله عليه وسلم: (إن رجالا يتخوَّضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة) [البخاري:3746].
وعليه؛ فإن كان الواقع ما ذكر في السؤال – من أنك تركت العمل بإرادتك – فإنه لا حق لك في المرتبات السابقة، ولا يجوز لك استلامها، وكذلك الضمان، حتى لو كان سبب تركك العمل أنك تريد العمل فيما تحسنه، ومنعت منه.
وأما موضوع الزيادة في الدرجة الوظيفية فتنظمه اللوائح والقانون، فإن كانت اللوائح تعطيك الحق في الترقية فذاك، وإلا فلا حق لك فيها، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد محمد الكوحة
أحمد ميلاد قدور
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
07/ربيع الآخر/1439هـ
26/ديسمبر/2017م