بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم
توضيح اللبس الذي شَوهت به بعضُ قنوات الإعلام بيانَ مجلس البحوث حول أحداث بنغازي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
فقد فهم البعضُ أن الفقرةَ الأولى في البيانِ الصادرِ مِن مجلسِ البحوث، الخاصةَ بدعوةِ المهجَّرين مِن أهلِ بنغازي إلى أن يرجعوا إلى مدينتِهم، ويسُدُّوا حاجةَ أهلِها، ويُقدِّموا يدَ العونِ إليهم؛ فهمُوا منها: أنَّه يطلبُ مِن جميعِ العائلاتِ العودة إلى بنغازي، ورمْي أنفسِهم تحت رحمةِ جنودِ حفتر، الذين يقتحمون البيوت، ويعيثون فيها فسادًا.
واستغرَبوا؛ كيفَ يدعُو البيانُ الناسَ إلى الرجوعِ، وتقديمِ الخدماتِ، في هذه الأوضاعِ المأسَوية، ولمَن سيقدِّمُونَها؟!
وللتوضيح؛ فإن دارَ الإفتاءِ تضيفُ أنَّ البيانَ يخاطبُ القادرين مِن الشباب فقط – وليس العائلات – بالرجوع؛ للالتحاقِ بالثوار في مدينةِ بنغازي، المكلَّفين مِن المؤتمر الوطني العام وحكومة الإنقاذ بردِّ العدوانِ الغاشمِ على المدينة، مِن انقلابِ حفتر وجنودِه وصحواته، وحمايةِ المدنيين والمستضعفين من القتلِ والتنكيل، وحمايةِ البيوتِ من الحرق والهدم والتدمير
.بنغازي بها آلافٌ مِن الشباب الشجعان، القادرينَ على حمايةِ الحرماتِ والبيوت والأعراض، الذين كانوا يوما ما يحمُونها بالفعل، ويحمُون مَرافقَها ومستشفياتِها وبيوتَها، فلا يقدرُ أحدٌ أن يقتربَ منها، وينتهكَ حرماتِها، أين هم الآن؟
بنغازي بها خمسةُ آلافِ طبيبٍ، لكنها لا تجدُ اليوم من أبنائها مَن يسعفُ جرحاها، الذين يموتون في البيوتِ ينزفون، أطباؤُها هَجروها، لا ندري إلى أين؟
بنغازي بها خطباءُ ودعاةٌ مفوَّهون، لهم قَبول عند الناس، قادرون على النصحِ والتوجيه، يحتاجُ لهم المقاوِمون للانقلاب، حتى لا يقعوا هم أنفسُهم في الانتقام، والتخلُّق بأخلاق البغاة، أين القادرون منهم على ذلك الآن؟
هذه هي الخدماتُ التي طلب البيان أن يقدمَها أهلُ بنغازي لثوارِهم، المكلَّفين بحماية مدينتهم مِن انقلابِ حفتر، ولم يُطالب البيان بمقاتلة ثوار بنغازي؛ كما روجت قنواتُ الفتنة، وإنما البيانُ مع الشرعية، يُطالِب بالتصدي لكلّ خارجٍ على شرعيةِ الدولةِ، أيًّا كانَ.
وذلك كلّه يُخاطَبُ به القادرونَ على القيام بتلك المهامّ، التي تحتاجُها المدينة حاجةً ملحة، في ظل الظروفِ التي تمر بها.
وغيرُ القادرينَ عليهم أن يُكثّفوا خطابَ التوجيهِ والتذكيرِ لإخوانِهم خِلالَ الإعلامِ، كُلٌّ مِن مكانِه.
والله الموفق.
صدر في طرابلس الثلاثاء 10 جمادى الآخرة 1436 هـ
الموافق 31 مارس 2015 م
لمشاهدة البيان بالصوت والصورة