بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (3112)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
يكثر عند الدفن التدافع على حثو التراب على القبر، وإثارة الغبار أحيانًا، بدعوى أن هذا العمل مِن السنة، فهل هذا صحيح؟ وإن صحّ فما توجيهكم لمن يفعله، خاصة عند الزحام الشديد، والأيام التي يكون الجو فيها عاصفًا؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فقد استحب كثير من العلماء لمن حضر الدفن أن يحثوَ على قبر الميت ثلاث حثيات، وذلك لما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه صلى على جنازة ثم أتى قبرَ الميت، فحثى عليه مِن قِبلِ رأسِه ثلاثًا) [ابن ماجه:1565]، وقد أعلَّه بعض الحفاظ – منهم أبو حاتم، وحكموا عليه بالبطلان [العلل:169/1]، ولمن كان قريبا من القبر أن يلي أمر الدفن، قال ابن أبي زيد رحمه الله: “… وقد وقف سالم على شفير قبر، فانصرف، ولم يَحْثُ فيه، قَالَ ابْنُ سَحْنُون، عن أبيه، قال مالك: لا أعرف حثيان التراب في القبر ثلاثًا، ولا أقلَّ ولا أكثر، ولا سمعتُ من أمر به. والذين يَلُون دفنها يلون ردَّ التراب عليها” [النوادر والزيادات:649/1]، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
أحمد محمد الكوحة
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
07/صفر/1438هـ
07/نوفمبر/2016م