حكمُ شراء منتجاتِ الشركاتِ الداعمةِ للكيان الصهيوني
حكم الاستمرار في العمل في مصنع (بيبسي)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (5612)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
ما حكمُ شراء منتجاتِ الشركاتِ الداعمةِ للكيان الصهيوني؟ وما حكم الاستمرار في العمل في مصنع (بيبسي)، لمَن يعملُ فيه منذ فترة طويلة، ولا يملك مصدرَ دخلٍ غيرَه؟ علمًا أنَّ المصنع يرسل جزءًا من أرباحه إلى الشركة الأم، التي تدعم الكيان.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فمن حقّ المسلم على أخيه المسلم أن ينصرَه بما يستطيع، ويحرُم عليه أن يخذله، أو يُسْلِمَه إلى عدوّه، قال تعالى: (وَإِنِ ٱسۡتَنصَرُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ فَعَلَيۡكُمُ ٱلنَّصۡرُ) [المائدة: 72]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ) [مسلم: 2564].
فكلُّ ما فيه نصرةٌ لأهلِ غزة وفلسطين، وإضعافٌ لقوّة عدوّهم، فإنّه يجب على المسلمين فعلُه، ويحرُمُ عليهم تركُه والتخلُّفُ عنه، ومِن ذلك مقاطعةُ شراء منتجات الشركات الداعمة للكيان الصهيوني، التي يمكن الاستغناءُ عنها؛ فقد جاء في بيان مجلس البحوث والدراسات الشرعية التابع لدار الإفتاء – بشأن وجوب مقاطعة الدول والشركات الداعمة للصهاينة في العدوان على غزة – ما نصُّه: “1- نصرةُ أهلِ غزةَ وفلسطينَ واجبٌ شرعيٌّ، على جميعِ المسلمينَ، حكَّاماً ومحكومينَ، بكلِّ مَا يملكونَ؛ مِن الدعمِ بالمالِ والسلاحِ، وبالمقاطعةِ الاقتصادية والدبلوماسية، وبالتظاهرِ في الميادينِ، وبكلِّ أسلحةِ العصرِ المؤثرةِ في العدوِّ، لقولِ الله تعالى: (ٱنفِرُواْ خِفَافٗا وَثِقَالٗا وَجَٰهِدُواْ بِأَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ) [التوبة: 41].
4- على المسلمين جميعاً – تجاراً كانوا أو مستهلِكين – مقاطعةُ منتجات تلك الشركاتِ الغربية، الداعمة للعدوِّ الصهيوني، ولا يحلُّ لتاجرٍ ولا مستهلكٍ بيعُ وشراءُ ما يمكنه الاستغناءُ عنه من تلك السلع وبخاصَّةٍ الكماليَّاتِ منها. وبيعُ وشراء ما يمكن الاستغناء عنه من هذه الشركات يعدّ مشاركةً في الحرب على غزة وقتلًا للأبرياء”.
وهذا فيمن يبيع ويشتري السلع من الشركات الداعمة للعدو، فكيف بمن يصنع السلع الداعمة للعدوّ، كما هو حال السائل، وقد قال تعالى: (وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ) [المائدة: 2].
وعلى السائل وغيره من المسلمين العاملين في هذا المصنع أن يقاطعوه ويقفلوا أبوابه، ويحوله إلى منتج محليٍّ بدل العمل لصالح هذه المؤسسة الصهيونية التي تقتل المسلمين وتعين على قتلهم، ورزق العباد كلهم على الله، وَمَن ترك شيئًا لله عوضَه الله خيرًا منه، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد بن ميلاد قدور
عبد الرحمن بن حسين قدوع
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
26// شوال// 1445هـ
05//05//2024م