حكم إبقاء الودائع في المصارف الربوية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (742)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
نحن شركة (ح .ط . ض)؛ اعتمدنا في معاملاتنا على أن تكون وَفق ضوابط الشريعة الإسلامية، ودأبنا منذ سنوات على إيداع أموالنا، كودائعَ لدى إحدى المصارف الليبية، وهي لا زالت قائمةً حتى الآن.
وسؤالنا:
1- هل من الأفضل استمرارية الودائع بالمصرف، أم تسييلها بالحساب الجاري، وفي هذه الحال سيكون المستفيد هو المصرف؟
2- كيف نتخلص من الفوائد المترتبة عن الوديعة، وما هي أَوْجُه التصرُّف؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن جعل المال (وديعة) في المصرف، وهو قائم على المعاملات الربوية، لا يجوز؛ لأنّ فيه إعانةً على تفشِّي الربا، وأكل المال الحرام، فالواجب عليكم تسييل المال إلى (حساب جاري)، وإن استفاد المصرف من الفوائد المترتبة، فهو أقلُّ مفسدة من بقاء المال (وديعة).
والخيار الأفضل من الخياريْن اللذيْن ذكرتموهما، هو سحبُ ما أَودعتمُوه في المصارف الربوية، وإيداعُها في المصارف الإسلامية الحديثة، التي تراعي في معاملاتها الضوابط الشرعية.
وكيفية التخلص من الفوائد المترتبة: هو سحبُها من المصرف، وصرفُها في أَوجُه البر والخير؛ بالتصدُّق بها على المحتاجين من الفقراء والمساكين، وصرفُها في المصالح العامة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
17/صفر/1434هـ
2012/12/30