طلب فتوى
البيعالفتاوىالمعاملات

حكم إضافة عمولة مصنعية القص دون علم المشتري في بيع الرخام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم

رقم الفتوى (5546)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

مصانع الرخام تتعاقدُ مع الزبون على البيع بسعر المتر المربع، ولكن بعضها يضيفُ عمولةَ قصٍّ يسمونَها: مصنعيةَ قص، ولا يخبرون بها الزبون، وقيمتها من 2 إلى 3 دينار للمتر الطولي، علمًا أنَّ هذا القصَّ ضروريّ، ولا يتأتى للزبون مرادُه إلا بهذا القصّ، بل من أجله جاء الزبون، فمثلا: يريد الزبون شراء 20 مترًا -مثلا- بسعر العرض، وسعر المتر 37 دينارًا، فإنه يحسب له المبلغ بضرب 20×37=740 دينارًا، ويضاف عليه مصنعية قص -كما يدعي صاحب المصنع- وتحسب بتحويل المتر المربع إلى متر طولي أولًا: 20÷0.25=80 مترًا طوليًّا، ثم يضرب هذا الناتج في قيمة العمولة، من 2 إلى 3 دينار: 80×2=160 مصنعية قص، ومن يفعل هذا يقول للزبون إنَّ سعر المتر 37، وفي الحقيقة هو 45 بإضافة ناتج 2 قيمة عمولة القص×4 قيمة تحويل المتر المربع للمتر الطولي= 8، بينما المصانع التي لا تتعامل بهذه الطريقةِ تبيع المتر -مثلا- بـ 42 دينار بدون إضافةِ عمولة قصّ، والزبائن -كما هو المتعارف- تفضلُ المصانع التي تبيعُ المتر بأقل الأسعار، فما حكم هذه المعاملة؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فالأصلُ في عقودِ البيع أن تكونَ معلومةً بعيدةً عن الجهالة والتغرير، يُبيَّنُ فيها للزبائن بالتفصيل كلّ ما يجعلُ له مقابلٌ ماليّ؛ درأً للنزاع.

وما يفعله بعض تجارُ المصانع من جعل قيمةٍ مالية مقابلَ ما لابدَّ من فعله، من قصٍّ ونحوه، من غيرِ إخبارِ الزبائن؛ هو تغريرٌ بالمشتري، يوهمه عند التعاقد أنه يبيع المتر بأقل مما في السوق، وعند المحاسبة يفاجئه بأنّ سعره لا يختلف عن الآخرين في السوق، وهذا من الخداع وبيوع الغرر التي لا تحلّ، فقد جاء في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن بيع الغرر، قال ابن أبي زيد رحمه الله: “وَلَا يَجوزُ فِي البيوعِ التّدليسُ وَلَا الغِشُّ وَلَا ‌الخِلَابَةُ وَلَا الخَدِيعَةُ” [الرسالة: 104].

عليه؛ فالمطلوب شرعًا في تعاملات الناس بينَ بعضهم الأمانةُ، واجتنابُ الحيلة والخداع، فلا يجوزُ خداعُ الزبون، ولا إخفاء شيء عنه وإيهامه التخفيض، وعلى التجار أن يبينوا للزبائن ما سيأخذونهُ منهم مقابل الخدمات بالتفصيل، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد بن ميلاد قدور

حسن بن سالم الشريف

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

29//شعبان//1445هـ

10//03//2024م 

 

 

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق