حكم استعمال جوزة الطيب في إعداد الأطعمة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (5378)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
ما حكم استعمال جوزة الطيب في إعداد الأطعمة؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإنه يحرم على المرء تناول مُذهبات العقل، سواء كانت مائعةً أو جامدةً، إلا للضرورة، وجوزةُ الطيب من أصناف النبات المخدِّر، الذي يُذهب العقل إذا أُخذ بكمية كبيرة، لا إن أُخذَ القليل منه، فلا يؤثر في العقل، ولا يحرم، ومثلها البنج، وكثير الزعفران، والشيكران، نقل الحطاب عن ابن فرحون رحمه الله قوله: “وَأَمَّا الْعَقَاقِيرُ الْهِنْدِيَّةُ فَإِنْ أُكِلَتْ لِمَا تُؤْكَلُ لَهُ الْحَشِيشَةُ امْتَنَعَ أَكْلُهَا، وَإِنْ أُكِلَتْ لِلْهَضْمِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْمَنَافِعِ لَمْ تَحْرُمْ، وَلَا يَحْرُمُ مِنْهَا إِلَّا مَا أَفْسَدَ الْعَقْلَ، -وَذَكَرَ قَبْلَ هَذَا- أَنَّ الْجَوْزَةَ وَكَثِيرَ الزَّعْفَرَانِ وَالْبُنْجَ وَالشَّيْكُرَانَ مِنَ الْمُفْسِدَاتِ، قَلِيلُهَا جَائِزٌ، وَحُكْمُهَا الطَّهَارَةُ”، ونقل عن البرزلي رحمه الله قوله: “أَجَازَ بَعْضُ أَئِمَّتِنَا أَكْلَ الْقَلِيلِ مِنْ جَوْزَةِ الطِّيبِ لِتَسْخِينِ الدِّمَاغِ، وَاشْتَرَطَ بَعْضُهُمْ أَنْ تَخْتَلِطَ مَعَ الأَدْوِيَةِ، وَالصَّوابُ الْعُمُومُ” [مواهب الجليل: 1/90].
وعليه؛ فيجوز استعمال القليل من جوزة الطيب، للعلاج، أو العطر في الطعام، أو غير ذلك، بالقدر الذي لا يؤثر في العقل، والأَوْلَى تجنُّبُها، ويحرم استعمالها بالقدر المؤثر في العقل إلَّا من ضرورة، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
عبد العالي بن امحمد الجمل
عبد الرحمن بن حسين قدوع
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
29//ربيع الآخر//1445هـ
13//11//2023م